وعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « قرأت في كتاب علي ( عليه السلام ) إن الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال لأن العلم كان قبل الجهل » [1] . مصالح الدين والدنيا مسألة : يلزم على المعلم أن يزجر الطلاب عن مساوي الأخلاق ، وارتكاب المحرمات والمكروهات ، ومجالسة الأدنين والفسقة ، ويحثهم على طلب الآخرة ، وبالجملة يعلَّمهم مصالح دينهم ودنياهم . وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « طلبة العلم ثلاثة فاعرفوهم بأعيانهم وصفاتهم ، صنف يطلبه للجهل والمراء ، وصنف يطلبه للاستطالة والختل ، وصنف يطلبه للفقه والعقل ، فصاحب الجهل والمراء مؤذ ممار متعرض للمقال في أنديه الرجال ، بتذاكر العلم وصفة الحلم ، قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع ، فدق الله خيشومه وقطع منه حيزومه ، وصاحب الاستطالة والختل ذو خب وملق ، يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء ممن هو دونه ، فهو لحلاوتهم هاضم ، ولدينه حاطم ، فأعمى الله على هذا بصره ، وقطع من آثار العلماء أثره ، وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر ، قد انحنى في برنسه وقام الليل في حندسه ، يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا ، مقبلا على شأنه ، عارفا بأهل زمانه ، مستوحشا من أوثق إخوانه ، فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه » [2] . وقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : « من أراد الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب ، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة » [3] .
[1] بحار الأنوار : ج 2 ص 67 ب 13 ح 14 . [2] مشكاة الأنوار : ص 140 ب 3 ف 8 . [3] وسائل الشيعة : ج 27 ص 79 - 78 ب 8 ح 33249 .