بين العولمتين الإسلامية والغربية مسألة : إن الفرق بين العولمتين أعني : العولمة الإسلامية والعولمة الغربية ، هو كالفرق بين الاستقامة والانحراف ، إذ في العولمة الغربية يكون الهدف صبّ العالم في منهج غربي خاص به اقتصادا واجتماعا ، وسياسة وثقافة ، وتربية وسلوكا ، إلى آخر هذه القائمة ، وذلك لتحصيل الربح المادي الأكثر . ومن المعلوم : أن كل ذلك الذي يحتويه المنهج الغربي من الفساد والإضرار مخالف للدليل المنطقي والقانون العقلي والفطري ، فلا الاقتصاد صحيح ، ولا السياسة صحيحة ، ولا السلوك سليم ، ولا الثقافة سليمة ، ولا الاجتماع مستقيم ، ولا التربية مستقيمة ، وهكذا . والدليل على عدم الصحة والاستقامة هو : نسيان جانب الروح ، بل تناسيه ، مع أن جانب الروح هو الجانب الأهم بالنسبة إلى بقية الجوانب في الإنسان ، فإنه على أكثر التقادير للروح نصف الأهمية ، وللبدن النصف الآخر ، ولكن مع كل ذلك نرى خصوصيات العولمة الحديثة منحصرة في البدن فقط مضافاً إلى انحصاره أيضا لصالح البعض لا الإنسان بما هو إنسان . نعم إنّ العولمة الغربية المنحصرة في البدن والماديات مخالفة للعقل والعقلانية والفطرة السليمة ، فإنهم يجعلون الآثار للشهوات المنحطة ، والمُتع الرخيصة ، ويتغافلون عن عواقبها الوخيمة ، وتبعاتها المدمّرة ، التي تجر الويلات على الفرد والمجتمع . ثمّ إن من الواضح : أن الذي قد أخذ بزمام العولمة في الحال الحاضر هو : الغرب بما فيه أمريكا ، واليابان ، والاتحاد الأوروبي ، بالإضافة إلى سعي أمريكا