responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 90


العولمة والتعولم مسألة : لا يخفى إن المسلمين وعلى أثر الظروف القاسية التي مرّت بهم ، واستبداد حكامهم ، ودكتاتورية حكوماتهم ، وعدم تطبيقهم الإسلام تطبيقاً صحيحاً ، حيث اكتفى بعضهم من الإسلام بإجراء حدوده وقوانينه الجزائية فقط وذلك من دون مراعاة الشروط التي يلزم توفرها ، مما أدى إلى تشويه سمعة الإسلام ، وتمويه حقيقته الناصعة ، فتسبّب ابتعاد المسلمين عن واقعهم ، ورفع أيديهم عن ظواهرهم الإسلامية ، وسرعة تهافتهم على الظواهر المستوردة ، شرقية كانت أم غربية ، فقد أصبح كثير منهم جراء ذلك لا يحتاجون إلى من يدعوهم إلى التعولم ، إذ هم اليوم متعولمون وداخلون في العولمة الحديثة ، فترى أسماءهم عبارة عن : محمد وأحمد وحسن وحسين وعلي وزهراء وفاطمة ، ولكنّهم يتشبثون بالمظاهر الشرقية أو الغربية في كثير من أُمورهم . مثلاً : يتبعونهم في الواجبات السريعة المتواجدة على شكل سلسلة مطاعم ، وكذلك في الأثاث والأجهزة ، وفي الكلام واللغة ، وفي السلوك والسيرة ، وفي الشكل والصورة ، وفي الهندام والمظهر ، وفي التزيين والتجميل ، وفي الأزياء والألبسة ، وفي العلاقات والعشرة ، وفي باقي أمورهم وسائر شؤونهم . إذن : فنحن داخلون في العولمة الغربية بالمفهوم الغربي ، في كثير من خصوصياتنا ومزايانا ، لا أننا نريد أن نتعولم وندخل في العولمة . هذا وقد نهى نبي الإسلام ( صلى الله عليه وآله ) المسلمين عن التشبّه بغير المسلمين كما هو معروف ، فكيف بمزاولة كل خصوصيات الحياة عندهم ؟

90

نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 90
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست