كلمة مركز الإمام الشيرازي رحمه الله للبحوث والدراسات بسم الله الرحمن الرحيم العولمة ، هي القضية التي كثر الحديث عنها - فجأة - ليس فقط على المستوي الأكاديمي ، وإنما أيضا على مستوى أجهزة الإعلام والتيارات السياسية والفكرية المختلفة ، ولا نعدو الحقيقة إذا قلنا : إن هنا لك سيلا أشبه بالطوفان في الأدبيات التي تتحدث عن الموضوع ، ولم يعد الأمر يقتصر على مساهمات الاقتصاديين ، وعلماء السياسة ، أو المهمتين بالشؤون العالمية ، بل تعدى الأمر ليشمل مساهمات الاجتماعيين والفلاسفة والإعلاميين والفنانين ، وعلماء البيئة والطبيعة . العولمة في مفهومها العام كما تدل الصياغة اللغوية ذات مضمون ديناميكي ، يشير إلى عملية مستمرة في التحول والتغيير ، فعند ما نقول عولمة النظام الاقتصادي أو عولمة النظم السياسية ، أو عولمة الثقافة ، فإن ذلك يعني تحول كل منها من الإطار القومي ليندمج ويتكامل مع النظم الأخرى في إطار عالمي ، لذلك ينظر إلى العولمة في مفهومها العام على أنها اتجاه متنام يصبح معه العالم دائرة اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية تتلاشى في داخلها الحدود بين الدول ، لذلك يمكن تعريف العولمة بأنها : التداخل الواضح لأمور الاقتصاد والاجتماع والسياسية والثقافة والسلوك دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية للدول ذات السيادة أو الانتماء إلى وطن محدد أو إلى دولة معينة ، في