موقفنا تجاه العولمة مسألة : من المهم أن نعرف نحن المسلمين مخاطر العولمة الحديثة وأضرار سيطرة أمريكا وغيرها من الدول الغربية على العولمة الجديدة ، فإن هذه العولمة لا تفكَّر إلَّا في نفسها ، ولا تبصر الأمور إلَّا بالمنظار المادي البحت ، وتخطط للقضاء على الإسلام والمسلمين ، لأنها تراهما يدعوان إلى عولمة صحيحة ، لا تبتني على الهيمنة والاستثمار ، والاستبداد والاستضعاف ، وإنما تبتني إلى جانب النمو والازدهار على المُثل والقيَم ، وعلى العدل والقسط ، وعلى الرحمة والرأفة ، وعلى التعاون والتوادد ، وعلى التباذل والتواصل . علماً بأن البقاء إنما يكون للذي بنى أساسه على العدل والقسط ، والعاقبة إنما تكون للذي رصّ بنيانه على قواعد الفطرة والعقلانية ، بينما الذي أسس بنيانه على خلاف ذلك ، كان مصيره الزوال والسقوط ، كما سقط النظام الشيوعي ، وبادت الاشتراكية وزالت إلى غير رجعة . ولكن مع ذلك فإن الدنيا دار أسباب ومسببات وكانت وستكون للعاملين فيها وقد قال الله سبحانه : * ( وقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ ورَسُولُهُ والْمُؤْمِنُونَ ) * [1] . وقال عز وجل : * ( كُلاًّ نُمِدُّ هؤُلاءِ وهَؤُلاءِ ) * [2] . وعليه : فإن كان المسلمون هم العاملون عملاً مرضياً لله ورسوله ،