المسلمون والعولمة الغربية مسألة : يلزم على الأمة الإسلامية ومثقفيها أن تتخذ الأسلوب المناسب تجاه مساوئ هيمنة العولمة الغربية . فإن ما تقدم من تصريحات بوش الأب ، واعترافات الخبير الأمريكي ، والمواقف العملية للحكام الأمريكان ، بل المواقف العملية لحكام الغرب والشرق كلهم ، تتطلب منا ونحن في جانب آخر من العالم أن نحدّد موقفنا من هذه الهيمنة الغربية الظالمة ، كما إن علينا ونحن نعيش في البلدان الإسلامية أن نقرر طريقة مواجهة هذا التحدي ، وأسلوب هذه المواجهة ، آخذين بالحسبان ما نحن مقبلين عليه من القرن الواحد والعشرين قرن تعارف الثقافات وتقاربها ، واختيار الأحسن منها ، كما قال تعالى : * ( وجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفُوا . ) * [1] . وقال سبحانه : * ( فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) * [2] . ويجب أن يكون ذلك بأساليب أكثر نجاحاً من تلك التي واجهنا بها سابقاتها ، مثل مواجهة هجمات نابليون بونابرت على مصر أواخر القرن الثامن عشر ، أو تلك التي قوبل بها سقوط الأمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى أوائل القرن العشرين . والأسلوب الناجح هو اتباع سياسة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من سياسة السلم واللاعنف والاكتفاء الذاتي والتطور العلمي والعملي وما أشبه .
[1] سورة الحجرات : 13 . [2] سورة الزمر : 18 - 17 .