responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 46


وقوله سبحانه : * ( وما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ) * [1] .
فالرسول الحبيب ( صلى الله عليه وآله ) رسول إلى الناس كافة ، وليس لبعضهم دون بعض ، ورحمة مهداة للعالمين ، وليس لعالم دون آخر ، كما قال ( صلى الله عليه وآله ) : « إنما أنا رحمة مهداة » [2] .
العولمة وأول من طرح فكرتها مسألة : الإسلام هو أول من طرح فكرة العولمة الصحيحة ، وأول من أقام صلبها بنظام اقتصادي سليم ، وأول من جاء بمستلزماتها ومقوماتها ، وأول من رصّ أسسها وأحكم قواعدها ، وقد طبّق الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) العولمة الصحيحة التي جاء بها الإسلام ، وحقق نظام اقتصادها السليم ، وسعى لتبيينها وتحديد مسارها ومعالمها ، فجعل بأمر الله تعالى الدين واحداً ، والمعبود واحداً ، والكتاب واحداً ، والاقتصاد واحداً ، والتاريخ واحداً ، والقبلة واحدة ، والسنّة واحدة ، والشريعة واحدة ، واللغة واحدة ومشتركة بين الجميع ، مما يحقق الأسرة الواحدة والبيت الواحد . إنّه شرع الأذان مثلاً إعلاماً للصلاة ورتّب فصوله باللغة العربية ، وبحكمة فائقة ، وجعله شعاراً للإسلام ، أنه يدعو فيه كل يوم عدة مرات ، إلى أوليات العولمة الصحيحة ، وملاكاتها القويمة : إلى تمجيد الله وتوحيده ، وإلى الإيمان بالرسول ورسالته ، وإلى توحيد الإمامة والولاية في أهل بيته ، وإلى الصلاة بين يدي الله الواحد الأحد ، بلسان واحد ، ولغة واحدة ، وبإتجاه قبلة واحدة ، وعلى سنّة واحدة ، وشريعة واحدة ، وكم في هذا وحده من إيحاء للنفس على



[1] سورة الأنبياء : 107 .
[2] بحار الأنوار : ج 16 ص 115 ب 6 ح 44 .

46

نام کتاب : فقه العولمة نویسنده : السيد محمد الحسيني الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست