العولمة الاقتصادية والخوف منها مسألة : ليست العولمة الاقتصادية الغربية وتبعاتها السيئة أصبحت مخيفة للمسلمين فقط ، بل حيث إنّ الطبيعة الماديّة البحتة ، المنطوية عليها تيار العولمة الاقتصادية كثيرة المخاوف ، أخذ الخوف منها يتسرب في أوساط المثقفين والمفكرين المستقبليين حتى من نفس أمريكا أيضاً . ومن الواضح إن الظالم يصبح ضحيّة لطيشه على طول المدة ، إذ لا شك في أن هذه القوّة بهذا الشكل تدمّر القيم الإنسانية ، والمثل الأخلاقية ، وتحيي الأنانيات والعداوات ، وتؤدي إلى التنكر وهزيمة الذات أمام القوة التي يطلقها هذا التيّار . وقد ظهر للعيان كيف أنّ هذا التيار المعارض أخذ ينمو حتى في داخل أمريكا وأوروبا واليابان ، وهو يتربص بالعولمة الاقتصادية الغربية الفرصة المناسبة للقضاء عليها . نعم في الحديث الشريف : « يوم المظلوم على الظالم أشدّ من يوم الظالم على المظلوم » [1] ، كما قرأنا ذلك في التاريخ البعيد ، ورأيناه في العهد القريب . ومما رأيناه في عصرنا القريب : تحطم الاتحاد السوفيتي وسقوطه مع أنها كانت دولة كبرى ، وقوّة عظمى ، وهذا هو نتيجة الظلم ومخالفة الفطرة الإنسانية . ومما قرأناه في التاريخ البعيد : أنه كيف خسف الله بقارون وأمواله ، وأغرق