العولمة وحقوق الإنسان الاقتصادية مسألة : لقد قال الكثير من خبراء الاقتصاد مبشرين : بأن في ظل العولمة الجديدة ، وتحرير قوى التنافس والتسابق ، سيتم توجيه الموارد البشرية والمادية إلى المواقع الإنتاجية ، أي : إلى ما هو معروف بالاتجاه الكفؤ للاقتصاد ، ثم يترتب على ذلك تزايد مستمر في حركة الإنتاج وعلى الصعيد الدؤلي والعالمي بما يلبي حاجيات البشر بشكل أفضل وصورة أجمل . هذا هو ما قاله خبراء الاقتصاد والعولمة الاقتصادية ، لكن الذي حدث في ظل العولمة الغربية خارجاً هو عكس ذلك ، فقد اتجه العالم نحو استقطاب شديد في الفقر المدقع ، الذي اتسعت دائرته بصورة رهيبة ، وراحت تلتهم بلهواتها الكثير من سكان المعمورة ، فقد أصبح اليوم يعاني من الجوع ويحنّ للقمة الخبز ما يقرب من بليون إنسان ، وأصبح بليونان آخران من الناس يعانون من سوء التغذية ويئنون من آلامها وآثارها . هذا وقد اتجه القسم الآخر من العالم اليوم إلى تركيز شديد في الثروة وتكديس أعمى للأموال ، وذلك على مستوى الدول ومستوى الأفراد معاً ، وداخل الدولة الواحدة أيضاً ، فإن ما يقرب من خُمس سكان العالم الذين يعيشون في أعلى البلدان دخلاً ، وأكثرهم مورداً ، يحصلون على ما يلي : 68 % من الاستثمارات الأجنبية المباشرة . 82 % من صادرات العالم . 86 % من الناتج الإجمالي . 74 % من خطوط الهاتف في العالم .