فجزء منها قد ترتبط بالتطور السريع للآلة ولكن معظم البطالة نتيجة القوانين الثابتة للأنظمة الغربية والشرقية التي أخذت المجتمعات تطبقها ، وهي غير الموجودة في الإسلام ، فإن حرية العمل في الإسلام أكثر بكثير مما هو في غير الإسلام . هذا ولا يخفى أن تعريف البطالة يختلف في المجتمع الإسلامي عنه في المجتمع الغربي ، فربة البيت مثلاً قد يعتبرها النظام الغربي عاطلة عن العمل ، بينما في النظام الإسلامي لا يعتبر ربة البيت عاطلة عن العمل ، بل إن عملها هو : إدارة البيت ، وتربية الأبناء وإسعاد الزوج ، وهذا من أفضل الأعمال وأجمل المشاغل اللائق بحالها الذي يمكن للمرأة أن تعمله أو تشتغل به ، مع إمكان أن تعمل خارج البيت أيضاً مراعية للموازين الشرعية . هذا وقد أخذ بعض الكتّاب بنقد العولمة الحديثة ، ونسبوا مشاكل الإنتاج والتصنيع وظهور الآلة الحديثة ، والتلوث البيئي المدمّر والبطالة الهادمة ، إلى أنه جزء من إفرازات العولمة الحديثة وذلك من دون الالتفات إلى أن هذه المشاكل في حدّ ذاتها كانت موجودة قبل العولمة بزمن طويل ، وإن أسبابها الاقتصادية أو القانونية أو الحكومية معروفة سلفاً كما أوضحنا ، فإن نسبة مئوية مرتفعة منها ، ناشئة من القوانين الوضعية الثابتة التي قننها الغرب ، وسارت عليها كافة حكومات العالم ، والتي هي على خلاف قوانين الإسلام التي تفسح المجال لحرية العمل والتجارة بالشكل المفيد للمنتج والمستهلك ، فإن نظام اقتصاده قائم على الأخلاق والعقل ، والقسط والعدل .