جوانب من العولمة مسألة : لقد ظهر مما سبق أن العولمة هي اتجاه متفاقم نحو تخطي الحدود وتجاوزها . وبعبارة أخرى العولمة تعني : التعامل دون اعتداد يذكر بالحدود السياسية ، أو بدولة معينة ، أو الانتماء إلى وطن محدد ، أو إلى جهة خاصة ، ودون حاجة لإجراءات حكومية ، أو تحريات قضائية . ويظهر ذلك بشكل واضح في الشركات متعددة الجنسيات ، وفي انتقال رأس المال الذي يبرز جلياً عبر استخدام تذاكر الائتمان ، وامتلاك الأرباح من غير خسائر . وللعولمة كما يقال جوانب ثلاثة كالتالي : أولها : جانب مادي جاء نتيجة التقدم العلمي ، والتطور الصناعي المدهش ، وما ترتب عليه من تغيير كبير في وسائل النشر والإعلام ، والاتصال والارتباط ، والأطباق اللاقطة والمحطات الفضائية ، التي تبث برامجها لكل أنحاء الكرة الأرضية ، ولكل البشر على هذه الكرة الترابية ، دون أن تحدها حدود ، أو تحجّمها قيود ، وهكذا في ثورة المعلوماتية المدهشة التي تجسدها شبكة الإنترنيت في كل زوايا الأرض . ومن المعلوم : أن هذا الجانب من العولمة ليس مطروحاً للجدل والمناقشة ، ولا للقبول أو الرفض ، إذ هو واقع خارجي وقد أصبح أحد ظواهر العصر الذي نعيشه ، ولكن علينا أن نعرف كيف نتعامل معه ، لاستيعاب الوضع ولنكون أكثر تأثيراً في عالمنا المعاصر الذي نعيش فيه ، وعلينا أن نعرّف شعوبنا النافع منه والضار