تفادياً لأخطارها وتجنباً من مساوئها . ثانيها : جانب قيمي جاء نتيجة الظاهرة التنافسية لنمط الإنتاج الرأسمالي ، الذي فرضه اقتصاد السوق على العالم ، وعزّزه باتفاقية التجارة العالمية : الغات المعروفة . ولا يخفى أن هذا الجانب من العولمة يثير وبشدّة كثيراً من المخاوف والشكوك ، وخاصة بعد أن جاءت جولة أورجواي وبكل قوة لتكون ضربة قاضية للدول النامية ، حيث إن الدول الصناعية الكبرى قد فرضت وبعنف شروطها المجحفة والقاسية لتحرّر التجارة لصالحها وانتقال رؤوس الأموال . ثالثها : جانب إعلامي وجاء نتيجة الطابع التوسعي لسياسة الغرب ، فإنها سعياً لنشر هيمنتها على الدول النامية ، وقبضتها على الأسواق العالمية تقوم الدول الغربية بالإعلام لصالح العولمة والإعلان عن محسّنات مختلقة لها ، بينما واقع العولمة الغربية هو واقع الهيمنة وحقيقتها هي حقيقة السلطة والسيطرة ، علماً بأن العولمة التي تكون في صالح الإنسانية من جميع الجهات هي عولمة الإسلام فحسب . هذا ولا يخفى أن الجانب القيمي الذي جاء نتيجة الظاهرة التنافسية لنمط الإنتاج الرأسمالي من العولمة هو الذي يجعل من العولمة مسألة خلافية متنازع فيها ، وهو الذي يستدعي توضيح وبيان أكثر للعولمة في أبعادها في حقوق الإنسان السياسية والاقتصادية والمدنية والثقافية .