له : لتجعلني وأسود بالمدينة سواءً ؟ فقال : اجلس أما كان هاهنا أحد يتكلم غيرك وما فضلك عليه إلا بسابقة أو بتقوى » [1] . وعن أبي مخنف الأزدي قال : أتى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) رهط من الشيعة ، فقالوا : يا أمير المؤمنين لو أخرجت هذه الأموال ففرقتها في هؤلاء الرؤساء والأشراف وفضلتهم علينا حتى إذا استوسقت الأمور عدت إلى أفضل ما عودك الله من القسم بالسوية والعدل في الرعية ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « أتأمروني ويحكم أن أطلب النصر بالظلم والجور في من وليت عليه من أهل الإسلام ، لا والله لا يكون ذلك ما سمر السمير وما رأيت في السماء نجماً والله لو كانت أموالهم ملكي لساويت بينهم فكيف وإنما هي أموالهم » [2] . الساسة وحياة التقشف مسألة : ينبغي للحكومة الإسلامية والحاكم الإسلامي الزهد في الدنيا ، والعزوف عنها ، وعدم الافتتان بها ، أو الانغماس فيها ، وترك مباهجها وزخارفها ، تجنّباً للوعيد الذي توعّد به الله الحكام المترفين ، من النار والأغلال إذا هم لم يزهدوا في الدنيا ، وعليهم الاقتداء برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته الطاهرين ( عليهم السلام ) الذين واسوا بأنفسهم أضعف رعيتهم في المسكن والملبس ، والمأكل والمشرب . عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « إذا أراد الله تبارك وتعالى بعبد خيراً زهده في الدنيا وفقهه في الدين وبصره عيوبه ، ومن أوتي هذا فقد أوتي خير الدنيا والآخرة » وقال : « لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا وهو ضد لما طلب أعداء الحق » قلت : جعلت فداك مما ذا ؟ قال : « من الرغبة فيها » وقال : « ألا
[1] الكافي : ج 8 ص 182 خطبة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ح 204 . [2] وسائل الشيعة : ج 15 ص 106 - 105 ب 39 ح 20077 .