مع المعارضة السياسية مسألة : ينبغي للحاكم الإسلامي والحكومة الإسلامية السماح للمعارضة بأن تعيش في كنف الإسلام ، وظلال الحكم الإسلامي ، وحقوقها محفوظة ما دام لم تشهر السيف والسلاح ضد المسلمين ، وهكذا كان يتعامل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) مع أفراد المعارضة . روي انه دخل الزبير وطلحة على علي ( عليه السلام ) فاستأذناه في العمرة ، فقال ( عليه السلام ) : « ما العمرة تريدان » فحلفا له بالله أنهما ما يريدان غير العمرة . فقال لهما : « ما العمرة تريدان وإنما تريدان الغدرة ونكث البيعة » فحلفا بالله ما الخلاف عليه ولا نكث بيعة يريدان وما رأيهما غير العمرة . قال لهما : « فأعيدا البيعة لي ثانية » فأعاداها بأشد ما يكون من الإيمان والمواثيق فأذن لهما . فلما خرجا من عنده قال ( عليه السلام ) لمن كان حاضرا : « والله لا ترونهما إلا في فتنة يقتتلان فيها » . قالوا : يا أمير المؤمنين فمر بردهما عليك . قال : * ( لِيَقْضِيَ الله أَمْراً كانَ مَفْعُولاً ) * [1] . ولما خرج الزبير وطلحة من المدينة إلى مكة لم يلقيا أحدا إلا وقالا له ليس لعلي في أعناقنا بيعة وإنما بايعناه مكرهين ، فبلغ عليا ( عليه السلام ) قولهما فقال : « أبعدهما الله وأغرب دارهما ، أما والله لقد علمت أنهما سيقتلان أنفسهما أخبث مقتل