ويأتيان من وردا عليه بأشأم يوم والله ما العمرة يريدان ولقد أتياني بوجهي فاجرين ورجعا بوجهي غادرين ناكثين والله لا يلقيانني بعد اليوم إلا في كتيبة خشناء يقتلان فيها أنفسهما فبعدا لهما وسحقا » [1] . وعن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) قال : لما رجع الأمر إليه أمر أبا الهيثم بن التيهان وعمار بن ياسر وعبيد الله بن أبي رافع فقال : « اجمعوا الناس ثم انظروا ما في بيت مالهم فأقسموه بينهم بالسوية » فحسبوا فوجدوا نصيب كل واحد منهم ثلاثة دنانير فأمرهم يقعدون للناس ويعطوهم ، قال : وأخذ مكتله ومسحاته ثم انطلق إلى بئر الملك فعمل فيها ، فأخذ الناس ذلك القسم حتى بلغوا الزبير وطلحة وعبد الله بن عمر أمسكوا بأيديهم وقالوا : هذا منكم أو من صاحبكم ؟ قالوا : بل هذا أمره لا نعمل إلا بأمره . قالوا : فاستأذنوا لنا عليه . قالوا : ما عليه إذن هو ذا ببئر الملك يعمل . فركبوا دوابهم حتى جاؤوا إليه فوجدوه في الشمس ومعه أجير له يعينه فقالوا له : إن الشمس حارة فارتفع معنا إلى الظل . فارتفع ( عليه السلام ) معهم إليه فقالوا له : لنا قرابة من نبي الله وسابقة وجهاد ، إنك أعطيتنا بالسوية ولم يكن عمر ولا عثمان يعطوننا بالسوية ، كانوا يفضلوننا على غيرنا . فقال علي ( عليه السلام ) : « أيهما عندكم أفضل عمر أو أبو بكر ؟ » قالوا : أبو بكر . قال : « فهذا قسم أبي بكر ، وإلا فدعوا أبا بكر وغيره ، وهذا كتاب الله فانظروا ما لكم من حق فخذوه » .
[1] شرح نهج البلاغة : ج 1 ص 233 - 232 أمر طلحة والزبير مع علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بعد بيعتهما له .