وعن سعد الإسكاف قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إني تارك فيكم الثقلين فتمسكوا بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، قال : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « لا يزال كتاب الله والدليل منا يدل عليه حتى يردا علي الحوض » [1] .
نظافة العولمة مسألة : الإسلام دين طهارة ونظافة وجمال في كل شيء ومنها العولمة ، فلا تكون للعولمة الإسلامية سلبيات واستغلال للآخرين وما أشبه من الفساد والإفساد ، كما هو الحال في العولمة الغربية . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ثم إن هذا الإسلام دين الله الذي اصطفاه لنفسه ، واصطنعه على عينه ، وأصفاه خيرة خلقه [2] ، وأقام دعائمه على محبته . جعل الله فيه منتهى رضوانه ، وذروة دعائمه ، وسنام طاعته ، فهو عند الله وثيق الأركان ، رفيع البنيان ، منير البرهان ، مضيء النيران عزيز السلطان ، مشرف المنار [3] ، معوذ المثار [4] ، فشرفوه واتبعوه ، وأدوا إليه حقه وضعوه مواضعه » [5] .
وروى أن النبي إبراهيم ( عليه السلام ) جمع ولده وأسباطه وقال : « إن الإسلام دين الله الذي تعبدكم به فالزموه ولا تعدلوا عنه ولو نشرتم بالمناشير وقرضتم

[1] بصائر الدرجات : ص 414 ب 17 ح 6 .
[2] أصفاه خيرة خلقه : آثر به أفضل الخلق عنده وهو خاتم النبيين .
[3] مشرف المنار : مرتفعة .
[4] معوذ المثار : من أعْوَذَ بالذال كأعاذ بمعنى ألجأ والمثار : مصدر ميمي من ثار الغبار إذا هاج أي لو طلب أحد إثارة هذا الدين لألجأه إلى مشقة لقوته ومتانته .
[5] نهج البلاغة ، الخطب : 198 من خطبة له ( عليه السلام ) ينبه على إحاطة علم الله بالجزئيات ، ثم يحث على التقوى ، ويبين فضل الإسلام والقرآن .

113