إسم الكتاب : فضل الجمعة والجماعة ( عدد الصفحات : 67)
والثاني : الإشارة بصيغة البعيد المتضّن لتعظيم المشار إليه . والثالث : تنكير « خير » إن لم نجعله اسم تفضيل لأنه أيضاً للتعظيم . الثامن عشر : تعقيبه بقوله ( إن كنتم تعلمون ) وهو يتضمن التأكيد من وجوه : الأول نفس هذا الكلام فإن العرف يشهد بأنه يذكر في الأمور العظام المرغّب فيها : إن كنت تعلم ما فيه من الخير لفعلته . الثاني : الدلالة على أن من توانى فيه فإنما هو لجهله بما فيه من الفضل ففيه تنزيل لبعض العالمين منزلة الجاهلين ودلالة على أنه لا يمكن أن يصدر الترك أو التواني فيه عن أحد إلا عن جهل بما فيه . والثالث : أنه ترك الجزاء ليذهب الوهم كل مذهب ممكن ، وهو نهاية في المبالغة . والرابع : أنه ترك مفعول العلم فإما أن يكون لتنزيله منزلة اللازم فيدل على أنه يكفي في الرغبة والمسارعة إليه وترك ما يشغل عنه الاتصاف بمجرد العلم والكون من أهله ، أو ترك إبهاماً له لتعظيمه ، وليذهب الوهم كل مذهب ممكن ، فيكون المفهوم أن كل من علم شيئاً من الأشياء أسرع إليها ، لأن فضلها من البديهيات التي ليس شيء أجلى منها . الرابع : ما أكد الحكم به بعد هذه الآية وهو أيضاً من وجوه : الأول : قوله « فإذا قضيت الصلاة » فإنه - بناء على كون الأمر للإباحة كما هو الأشهر والأظهر هنا - دل بمفهوم الشرط على عدم إباحة الانتشار قبل الصلاة . الثاني : أن أصل هذا الكلام نوع تأكيد للحكم بإزاحة علتهم في ذلك أي : إن كان غرضكم التجارة فهو ميسور ومقدور بعد الصلاة فلم تتركون الصلاة لذلك . الثالث : تعليق الفلاح بما مر كما مر . الرابع : الاتيان به بلفظ الترجي ليعلموا أن تحصيل الفلاح أمر عظيم ، لا يمكن الجزم بحصوله بقليل من الأعمال ، ولا مع عدم حصول شرائط القبول ،