وعليه ينبغي حمل ما رواه الراوندي وغيره عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال : السعي قص الشارب ونتف الإبط وتقليم الأظفار والغسل والتطيب ليوم الجمعة ولبس أفضل الثياب والذكر ، فالمعنى أهتموا وعجلوا الفراغ من الآداب والمستحبات لادراك الجمعة ، كل ذلك لا ينافي فهم الوجوب من الأمر ، بل هي مؤكدة له كما لا يخفي على العارف بقوانين البلاغة . وقال الراوندي : المراد بذكر اللّه الخطبة التي تتضمن ذكر اللّه والمواعظ وقيل : المراد الصلاة انتهى . وانما جعل الذكر مكان الضمير إيذانا بأن الصلاة متضمنة لذكره تعالى ، ولذا يجب السعي إليها وأن الصلاة الكاملة هي التي تتضمن ذكر اللّه وحضور القلب ، وقيل : المراد هما جميعاً ، ولعله أظهر . ( وذروا البيع ) أي اتركوه ودعوه « ذلكم » أي ما أمرتم به من السعي وترك البيع ( خير لكم ) وأنفع عاقبة ( إن كنتم تعلمون ) الخير والشر أو إن كنتم من أهل العلم والتمييز . ( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض ) أي إذا صليتم الجمعة وفرغتم منها فتفرقوا في الأرض . « وابتغوا من فضل اللّه » أي واطلبوا الرزق في الشراء والبيع فأطلق لهم ما حرم عليهم بعد قضاء الصلاة من الانتشار وابتغاء الربح والنفع من فضل الله ورحمته ، مشيراً إلى أن الطالب ينبغي أن لا يعتمد على سعيه وكدّه ، بل على فضل الله ورحمته وتوفيقه وتيسيره طالباً ذلك من ربه . قال في مجمع البيان : هذا إباحة وليس بأمر إيجاب ، وروي عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم أنه قال في قوله « فانتشروا » : الآية ليس لطلب دنيا ولكن عيادة مريض وحضور جنازة وزيارة أخ في اللّه وقيل : المراد به طلب العلم [1] وروي عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنه قال : الصلاة يوم الجمعة والانتشار يوم السبت