نام کتاب : غنائم الأيام في مسائل الحلال والحرام نویسنده : الميرزا القمي جلد : 1 صفحه : 170
ويدلّ عليه أيضاً : قوله تعالى * ( وما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله ) * [1] الآية وما دلّ على حرمة الرياء وحرمة العمل المراءى فيه ، كقوله تعالى * ( يُراؤُنَ النَّاسَ ) * [2] و * ( لا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّه أَحَداً ) * [3] وغير ذلك ، والنهي في العبادات مستلزم للفساد . وذكروا في معنى القصد لله تعالى وجوهاً ، أفضلها : الإتيان بالعبادة لكونه تعالى أهلًا لها ، ثم للحياء منه والمهابة ، ثمّ للشكر له والتعظيم ، ثم لامتثال أمره وموافقة إرادته ، ثم للقرب منه والهرب عن البعد عنه ، ثم لنيل الثواب عنده أو الخلاص من عقابه . فلم يؤخذ في النظر شيء في الأوّل حتّى أمر الأمر ، بل لأنّ الحُسن بالذات إنّما هو للحَسن بالذات . وفي الثاني ، وإن لم ينظر فيه إلى أمر الأمر أيضاً ، لكنه اعتبر هناك جاذب إلى الفعل ، وهو الحياء والمهابة ، فكأنّه شيء يضعف الاختيار ، لكنه ليس بشيء تعود فائدته إليه . وفي الثالث لا يخلو المقام عن النظر إلى الفائدة وإن كانت متقدّمة ، فينزل عن سابقيه . وفي الرابع ، ملاحظة أمره وموافقة إرادته ، فالداعي الخارج عن نفس المكلَّف هناك أقوى من سابقيه ، فينزل عنهما . وفي الخامس ، ملاحظة الفائدة المتأخرة عن الفعل وإن كانت روحانيّة . وأما الأخيران فيثوب [4] فيهما الدواعي من الملائمات الجسمانيّة .
[1] البيّنة : 5 . [2] النساء : 142 . [3] الكهف : 110 . [4] في « ز » : فيثور ، وقد تقرأ فينوب ، وثاب هنا بمعنى رجع ، ويحتمل كونها تصحيف فتكون .
170
نام کتاب : غنائم الأيام في مسائل الحلال والحرام نویسنده : الميرزا القمي جلد : 1 صفحه : 170