وكأنّ المركوز في ذهنه أنّ الغناء مختصّ بالثّاني وإن تحقّق في الأوّل المدّ والترجيع والنغم .
ثمّ إنّه على الجواز هل يلحق بها مراثي أولاده عليهم السلام أم لا ؟ لم أجِد أحداً من الأصحاب رضوان الله عليهم من صرّح بأحد الأمرين في البين والحكم ما ذكرناه .
وهل هذا الحكم أعني الحرمة مختصٌّ بالمغنّي أو يشمل المستمع أيضاً الظاهر الثاني وفاقاً للمشهور المؤيَّد المنصور ( عليهم الرحمة من الودود الغفور ) للإجماع المركَّب في المسألة وهو أنّ كلّ من قال بالحرمة بالنسبة إلى المغنّي قائل بها بالنسبة إلى المستمع أيضاً .
المقام الثالث في أنّه هل هو من الصّغائر أو يكون من الكبائر ؟
الظاهر الثاني وفاقاً للتحرير [1] والقواعد [2] والدروس [3] للإجماع المنقول عن صريح الخلاف [4] وظاهر الكشف [5] مضافاً إلى استفادة ذلك من أكثر الأخبار المذكورة في أصل المسألة منها صحيحة محمد بن مسلم المتقدّمة من أنّ الغناء ممّا وعد الله سبحانه عليه النار [6] وغضب الجبار فمن ارتكبه تردّ شهادته ويحكم بفسقه .
وهل هذا الحكم مختصّ بالمغنّي أو يشمل المستمع أيضاً بأن يكون

[1] تحرير الأحكام ، ج 2 ، ص 209 .
[2] قواعد الأحكام ، ج 2 ، ص 336 .
[3] الدروس ، ج 3 ، ص 126125 .
[4] الخلاف ، ج 6 ، ص 307 ، المسألة 55 .
[5] كشف اللثام ، ج 2 ، ص 373 .
[6] وسائل الشيعة ، ج 17 ، ص 304 ، أبواب ما يكتسب به ، الباب 99 ، ح 6 .

799