أسوء حالك لو متّ على ذلك استغفر اللَّه وسله التوبة من كلّ ما يكره فإنّه لا يكره إلَّا القبيح والقبيح دعه لأهله فإنّ لكلّ أهلا » . [1] هذا ما حضرني الآن من الأحاديث التي تدلّ على تحريم الغناء .
[ الأخبار المتوهّم منها الجواز ] وبقيت الأحاديث التي توهّم منها الدلالة على جوازه بل على استحبابه في القرآن توهّما لا يعبأ به ممن مال إلى ما ذهب إليه بعض النواصب بمحض التقليد له وحبّا لانقياد أهل هذا الفن وطلبا لتكثير السواد والأتباع ، حبّا للرئاسة الباطلة والدنيا الفانية ، مع انضمام عدم التمييز وقلَّة البضاعة كما يظهر ممّا يأتي .
فمنها ما رواه الكليني رضوان اللَّه عليه في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عمّن ذكره عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : « إنّ القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن » . [2] عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمعون قال :
حدثني علي بن محمّد النوفلي عن أبي الحسن عليه السّلام قال : ذكرت الصلاة [3] عنده فقال : « إنّ علي بن الحسين عليهما السّلام كان يقرأ القرآن فربّما مرَّ به المارّ فصعق من حسن صوته وإنّ الإمام لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس من حسنه » [4] قلت : ولم يكن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم يصلَّي بالناس ويرفع صوته بالقرآن فقال : « إنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كان يحمّل الناس من خلفه ما يطيقون » . [5] علي بن إبراهيم عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد اللَّه بن القاسم عن عبد

[1] الكافي ، ج 6 ، ص 432 .
[2] الكافي ، ج 2 ، ص 614 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 2 .
[3] « الصوت » ( خ ل ) .
[4] « حقّه » ( خ ل ) .
[5] الكافي ، ج 2 ، ص 615 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 4 .

74