فإنّه أعمُّ منه . [1] ولقد صرَّحَ بهذا المعنى جَمٌّ غفير من محقّقي العلماء . وقال المحقّق المجلسيّ رحمه الله في شرح الفقيه : أي يُذَكِّرُكَ أنّ في الجنّة أصواتاً حسنةً أو تقرأ القرآن والذكر وأمثالهما ممّا يذكَّر الله والجنّة . ويظهر من المصنّف ، أنّ أمثال هذه لا تسمّى غناءً وإنّما الغناء ما كان في باطلٍ ، ويؤيِّده العرف . [2] انتهى . وقال سلطان العلماء في بعض تعليقاته على الكتاب : اعلم أنّ التعبير عن الغناء في القرآن ب * ( « لَهْوَ الْحَدِيثِ » ) * تارةً وب * ( « قَوْلَ الزُّورِ » ) * أخرى ، يدلّ على أنّ الغناء هو الصوتُ المطرب بشرط أن يكون بالباطل . فالطربُ بالباطل غناء سواء اشتملَ على الترجيع أم لا . وأمّا الغناء بالحقّ كالقرآن وغيره ، فغير محظورٍ كما دلّ عليه قوله في ترجمة الحديث « يعني بقراءة القرآن » وأمّا الترجيع فمحظور من حيث إنّه من اللهو لا من حيث إنّه غناء . انتهى كلامه أعلى الله مكانه . ولعلّ التحقيق الذي هو بالقبول حقيق أن يقال : إنّ الصوت الحسن يفارق الغناءَ ، فإذا صاحَبَ حسنُ الصوتِ قراءة القرآن وما يتضمّن الإعراض عن هذه الدار الفانية والرغبة إلى الجنة العالية والنعمة الباقية ، فنِعِمّا هو . وإذا كان بالترجيعات والنَغَمات المشهورة المسمّاة بينَ الفقهاء بالغناء ، فلا ينبغي مزاوَلتُها ولا استماعها . والدليل الواضح على كون الصدوق رحمه الله قد أراد نظير ما ذكر أنّه قسّم المذكِّر للآخرة إلى ما صاحب الكلام البليغ الباعث لتذكَّر الآخرة وإلى ما يسمّى
[1] وسائل الشيعة ، ج 12 ، ص 86 ، الباب 16 من أبواب ما يكتسب به ، ح 2 . [2] روضة المتقين ، ج 10 ، ص 169 .