والتغريد والترنُّم ألفاظ متقاربة في المعنى أو اجتماع بين معانيها غالباً ولهذا تراهم يوردون بعض هذه الألفاظ في تفسير بعض آخر . ومنهم من يعكِس الأمر ومنهم مَنْ يوردُ اثنين أو ثلاثة منها في تفسير واحدٍ عاطفاً بينها بالواو ولعلّ الغَرَضَ زيادةُ التفهيم ، لاختلاف هذه الألفاظ في الوضوح والخفاء بالنسبة إلى الأشخاص ، وهذا من عاداتهم وإن أردتَ أن يتِّضِحَ لك ذلك ، فانظر إلى ما أذكر من عباراتهم مضافاً إلى ما مرَّ ذكره ، قال ابن الأثير في تفسير اللَحن : « هو التطريب وترجيع الصوت وتحسين القراءة والشعر والغناء » [1] . فجمع بين أربعة في تفسيره عاطفاً بعضها على بعضٍ وقال في القاموس : « لحَّن في قراءته ، طرَّبَ فيها » [2] ، فاكتفى بالتطريب . وفي الصحاح : « لحَّن في قراءته : إذا طرّب بها وغَرَّدَ » [3] فزاد التغريد مع أنّه فسَّر التغريد بالتطريب في الصوت والغِناء [4] ، وفسَّره في القاموس [5] والمجمل [6] بالتطريب في الصوت كما مرَّ وقال المطرّزي في المغرِّب : « لحَّن في قراءته تلحيناً : طرَّب فيها وترنّم » [7] فزادَ الترنُّم وقال الجوهري : « تَرَنَّم : إذا رجّع صوتَه والترنيم مثله » [8]