ولكن لا يؤنس بحديثه ولا يُوثق به على ما صرّح به ابن الغضائري . [1] ورواية سماعة [2] مجهولة بشيخ [ من أصحابنا ] وكذا الرواية المنقولة عن الفقيه [3] المذكورة فيه في « باب حدّ شُرْب الخمر وما جاء في الغناء والملاهي » مجهولة ولم يتعرّض لها في مشيخته ، ورواية موسى بن أكيل النميري [4] على فرض اعتبارها لا تدلّ على المدّعى ؛ لأنّ قراءة القرآن والدعاء بصوتٍ حزينٍ لا تدلُّ على جواز الغناء والترجيع فيهما وإنّما تدلّ على اللين والرقّة والتأثّر والتدبُّر والدَمْعَة والوَجَل والخَوف وحصول الخضوع والخشوع والضجيج والأنين والتأوّه وما شابه ذلك كما يحصُل ذلك كثيراً في حال الصلاة وغيرها من دون سابقة غناءٍ وفي رواية حفص إشعار بذلك وأمّا رواية عبد الله بن جعفر الحِمْيَري في كتاب قرب الإسناد [5] ، فمحمولة على التقية ، بل أكثر تلك الأخبار محمولة عليها ، لموافقته العامّة في تجويزهم الغناء مطلقاً ؛ بل الشبابة وغيرها ، من آلات الملاهي ، ولا سيّما في الفطر والأضحى وفي المَشْعَرِو المِنى ، وقد استمرّ ، واستقرَّ ذلك فيهم كما يُرى في أزماننا هذا . روى عروة عن عائشة أنّ أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيّام مِنى تدفِّفان وتضربان والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مُتَغشٍ بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وجهِه وقال : « دَعْهُما يا أبا بكر فإنّها أيّام عيدٍ » . وتلك الأيّام أيّام منى . [6]
[1] معجم رجال الحديث ، ج 7 ، ص 8786 ؛ جامع الرواة ، ج 1 ، ص 301 . [2] البحار ، ج 26 ، ص 180 ، كتاب الإمامة ، الباب 13 ، ح 1 . نقلًا عن الاختصاص ، ص 291 و 292 وعن بصائر الدرجات ، ص 99 . [3] الفقيه ، ج 4 ، ص 60 ، باب حدّ شرّب الخمر وما جاء في الغناء والملاهي . [4] البحار ، ج 13 ، ص 400 ، كتاب النبوّة ، الباب 16 ، ح 7 ؛ نقلًا عن بصائر الدرجات . [5] قرب الإسناد ، ص 294 ، باب ما يجوز من الأشياء ، ح 1158 ؛ البحار ، ج 79 ، ص 255 . [6] إحياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 302 ، كتاب آداب السماع والوجد ، الباب الأوّل ؛ صحيح البخاري ، ج 4 ، ص 116 ، رقم ( 949 ) ، ( 952 ) ؛ مسند أحمد ، ج 6 ، ص 33 و 84 ؛ صحيح مسلم ، ج 3 ، ص 22 السنن الكبرى ، ج 10 ، ص 224 وج 7 ، ص 92 .