إسم الكتاب : غنا ، موسيقى ( عربي - فارسي ) ( عدد الصفحات : 884)
ونسبة هذا إلى عبد اللَّه بن جعفر مذكور في بعض كتب التواريخ أيضا وبه كان يعيّر في زمانه حتّى عن عمرو بن العاص وأمثاله [1] وفي هذا الباب أقاصيص لا يحتملها هذا المختصر ، ويحكى عنه بعض الأشعار الدالة على الاعتذار من هذه الأفعال ، لكن لم يثبت شيء من ذلك كلَّه ، وحال ابن الزّبير والمغيرة غير خفيّ على العارف بالأخبار . واختلف العامّة في هذه المسألة اختلافا كثيرا واضطرب الناس في نقل مذاهب فقهائهم الأربعة : فنقل الشيخ في الخلاف عن أبي حنيفة ومالك والشافعي : أنّه مكروه ، وحكى بعضهم عن مالك إباحته ، [2] وحكى أبو حامد الإسفرائيني من فقهاء الشافعيّة إجماعهم على إباحته [3] ، وحكى القاضي أبو الطيّب الطبري عن الشافعي ومالك وأبي حنيفة وسفيان وغيرهم ألفاظا استدلّ بها على أنّهم رأوا تحريمه [4] ، وحكى عن الشافعي أيضا أنّه قال : « الغناء لهو مكروه يشبه الباطل ، من استكثر منه [ فهو سفيه ] تردّ شهادته » . [5] وحكى عن أبي حنيفة أيضا أنّه يجعل سماع الغناء من الذنوب ، وكذلك سائر أهل الكوفة كسفيان الثوري وحمّاد والنخعيّ وإبراهيم والشعبي وغيرهم [6] ؛ ونقل مذاهب متأخّريهم وسائر ما قالوا في حكاية مذاهب الفقهاء الأربعة مع طوله قليل الفائدة عندنا والإعراض عنه أولى لنا مضافا إلى اتّفاق الأصحاب .
[1] بوارق الإلماع ، ص 12 ؛ العقد الفريد ، ج 6 ، ص 17 - 23 وص 55 . [2] الخلاف ، ج 6 ، ص 305 ، المسألة 54 . [3] الخلاف ، ج 6 ، ص 306 ، المسألة 54 . [4] الردّ على من يحبّ السماع ، ص 27 - 32 . [5] نفس المصدر ، ص 27 ؛ إغاثة اللَّهفان من مصايد الشيطان ، ج 1 ، ص 227 ، الباب 13 ، في مكايد الشيطان التي يكيد بها بني آدم . [6] الردّ على من يحبّ السماع ، ص 31 .