أعينهم ؛ إنّه على إجابة دعوة الداعين قدير وبه جدير . [ آراء الفقهاء ] اعلم أنّ للمسلمين اختلافا في تحريم الغناء وإباحته ، فالَّذي أجمع عليه أصحابنا الإماميّة رضوان اللَّه عليهم تحريمه ، وقد نقل اتّفاقهم على ذلك جماعة من الأصحاب ، منهم : الشيخ رحمه اللَّه تعالى في الخلاف [1] والعلَّامة [2] وابن إدريس [3] وغيرهم [4] ، بل الظاهر أنّ ظهور ذلك من مذهب أهل البيت عليهم السّلام وشيعتهم وخواصّهم أقوى من أن يحتاج إلى البيان كالمسح على الرجلين ، وأكثر الصحابة أيضا على هذا القول ، ومن بالغ في إباحته من العامّة نسب سماع الغناء من الصحابة إلى عبد اللَّه بن جعفر وابن الزبير والمغيرة بن شعبة ومعاوية ؛ [5] وكان هذا يعدّ من مطاعن معاوية . قال عزّ الدين بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ما ينسب إلى معاوية من شرب الخمر سرّا لم يثبت ، لاختلاف أهل السيرة فيه إلَّا أنّه لا خلاف في أنّه كان يسمع الغناء . [6]
[1] الخلاف ، ج 6 ، ص 305 - 306 ، المسألة 54 : « الغناء محرّم دليلنا إجماع الفرقة وأخبارهم » . [2] أجوبة المسائل المهنّائيّة ، ص 25 ، المسألة 8 ، المطبوعة في هذه المجموعة . [3] السرائر ، ج 2 ، ص 120 . [4] راجع النهاية ونكتها ، ج 2 ، ص 100 ؛ المقنعة ، ص 588 ؛ الدر المنثور ، ج 1 ، ص 43 . [5] العقد الفريد ، ج 6 ، ص 17 ؛ إحياء علوم الدين ، ج 6 ، ص 138 ؛ قصص العرب ، ج 1 ، ص 24 . [6] شرح نهج البلاغة ، ج 16 ، ص 161 : « ونقل الناس عنه في كتب السيرة أنّه كان يشرب الخمر في أيّام عثمان في الشام ، وأمّا بعد وفاة أمير المؤمنين عليه السّلام واستقرار الأمر له فقد اختلف فيه ، فقيل : إنّه شرب الخمر في سرّ وقيل : إنّه لم يشربه ولا خلاف في أنّه سمع الغناء وطرّب عليه » .