و بإسناده عن إبراهيم بن أبي البلاد : إنّ إسحاق بن عمر أوصى بجوار له مغنّيات أن يبعن و يحمل ثمنهنّ إلى أبي الحسن عليه السّلام . قال إبراهيم : فبعت الجواري بثلاثمائة ألف درهم و حملت الثمن إليه ، فقال : « لا حاجة لي فيه ؛ إنّ هذا سحت ، و تعليمهنّ كفر ، و الاستماع منهنّ نفاق ، و ثمنهنّ سحت » . [1] و روى الشيخ أيضا الأحاديث الخمسة الأخيرة [2] ، و قد تقدّم حديث عبد اللَّه بن سنان عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال : اقرؤوا القرآن بألحان العرب و أصواتها ، و إيّاكم و لحون أهل الفسق و أهل الكبائر ؛ فإنّه سيجيء من بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء و النوح و الرهبانية ، لا يجوز تراقيهم ، قلوبهم مقلوبة و قلوب من يعجبه شأنهم . [3] أقول : فهذه الأحاديث الشريفة كلَّها من كتاب واحد من كتب الحديث ، و هو الكافي و لعلَّه كاف في ذلك كاسمه ، و لا تحضرني الآن كتب الحديث لأنقل جميع ما فيها من هذا المعنى ، مع أنّي لم أستقص ما في الكافي أيضا . و قد و صفت بعض الأسانيد بالحسن و التوثيق على اصطلاح المتأخّرين ليتشخّص حال السند ، و ما قدّمناه هو المعتمد . و روى الصدوق في الفقيه عن الصادق عليه السّلام أنّه سئل عن قول اللَّه ( عزّ و جلّ ) : * ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ) * قال : « الرجس من
[1] الكافي ، ج 5 ، ص 120 ، باب كسب المغنّية و شرائها ، ح 7 . [2] تهذيب الأحكام ، ج 6 ، ص 356 - 358 ، ح 1018 - 1020 ، 1024 ، 1021 . [3] الكافي ، ج 2 ، ص 614 ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ح 3 .