( وَسارِعُوا إلى مَغفرَةٍ من ربِّكُم وَجنَّةٍ عَرضُها السَّمواتُ والأرضُ أُعدَت للمتَّقينَ ) [1] .وقولُه ( جَلَّ وَعَلا ) :( سابِقُوا إلى مَغفرةٍ من ربِّكُم وجَنَّةٍ عَرضُها كَعَرضِ السماءِ والأرض أُعدت للذينَ آمنوا باللهِ ورُسُلِهِ ذلكَ فضلُ اللهِ يؤتيهِ مَن يَشاءُ واللهُ ذو الفضلِ العَظيمِ ) [2] .ووردَ وصف الله ( جَلَّ وَعَلا ) لهؤلاءِ المؤمنينَ بالقول :( أولئكَ يُسارِعُونَ في الخَيراتِ وَهم لَها سابقونَ ) [3] .فلو كانَ أمرُ ( التراويح ) مشروعاً ومندوباً ، فكيفَ يُعقل أن يتباطأ عنه رسولُ اللهِ ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) مع هذه الدعوة القرآنية الصريحة لل ( مسارعةِ ) وال ( مسابقةِ ) في الخيرات التي وجهها الله ( جَلَّ وَعَلا ) لعباده المؤمنينَ ، وهو ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) على رأس المؤمنينَ ؟ومن الجانب الثاني : نرى أنَّ هذا الإبطاء يتنافى مع الوصف الملازم للأنبياء ، ويدلُّ على أنَّ ( التراويح ) ليست ب ( خير ) ، إذ لو كانت ( خيراً ) ؛ لما أبطأَ عنها وهو سيد المرسلين وخاتَم النبيين .قال ( جَلَّ وَعَلا ) في وصف أنبيائه :( إنَّهم يُسارِعُونَ في الخَيراتِ وَيدعوننا رَغَباً وَرَهَباً وَكانوا لَنا خاشِعينَ ) [4] .5 - إنَّ رفعَ هؤلاءِ الثلة أصواتَهم أمامَ بيت النبي ( صَلّى اللهُ عَليهِ وآلِهِ وسلَّمَ ) ، ومن ثمَّ رشقهم بابَ بيته بالحصى ، لهوَ من الأدلة على المستوى الخُلقي والديني المتدنّي الذي
[1] آل عمران / 133 . [2] الحديد / 21 . [3] المؤمنون / 61 . [4] الأنبياء / 90 .