الحالة الخبثية الحاصلة للنفس من الحدث المانعة من وقوع تلك الأشياء كاملا أو صحيحاً لا أنّها عدم صرف ، إذ لا شبهة في نورانية النفس بعد الإتيان بها إمّا لأنّها بنفسها نور كما يشهد له قوله ( عليه السلام ) : " نور على نور " أو لتصيقل نور النفس بها بعدان غشي بظلمة تلك الحالة الخبثية التي وجدت لها من أسباب الاحداث التي هي لها كالحاصلة للمرأة من ورود الواردات الكاسفة لنورها المحتاجة إلى إعمال مصيقل مذهب لذلك الكاسف ، فينجلي نورها وضياؤها كما يشهد له قولهم : " إنّها نظافة ونضارة من ظلمة الذنوب " فعلى القولين تلك الأفعال أسباب لما يتوقّف عليه نورانية النفس ليتأهّل لصدور تلك الغايات عنها ويحصل لها شأنية حضور حضرة السلطان ، فالمتوقّف عليه تلك الغايات في الحقيقة إنّما هي تلك النورانية لا صورة تلك الأفعال بما هي هي ، ومن المعلوم عدم حصولها بها مطلقاً ، بل على ما يراه الشهيد من كونها محصلا لها وبه يتضح معنى عباديتها أيضاً وعدم حصول المطلوب منها إلاّ بإتيانها بداعي الأمر ، فافهم وتبصّر . وأمّا السادس عشر : ففي جواهر الماتن وكأنّه مستغني عن الدليل ، لأنّ المعروف من السلف التأهّب للفريضة والمحافظة على نوافل الزوال والفجر ، وعن الشهيد في الذكرى أنّه روى ما وقّر الصلاة من أخّر الطهارة حتى يدخل الوقت ، وعن المجلسي نسبته إلى الأصحاب ، وعن المنتهى الاستدلال بكونه مقدمة المستحب لاستحباب ايقاع الصلاة أوّل وقتها ، ولا يتمّ إلاّ بايجاد الوضوء قبل الوقت وهو كذلك ، إذ لا ريب في مطلوبيته ايقاع الصلاة أوّل الوقت ، لتطابق الأخبار وكلمة الأخيار عليه ، فينشأ منها مطلوبية ايجاد مقدماتها على وجه لا يفوت بسببها شيء من الوقت . ولا يتوهّم أنّ الصلاة أوّل الوقت واجبة فلو نشأ من مطلوبيتها مطلوبية الوضوء حينئذ لزم القول بوجوبه قبل الوقت ، مع أنّه لم يقل به أحد من القائلين باشتراط وجوب الصلاة بدخول الوقت كما هو الحق ، ويفصح عنه الأخبار أيضاً