responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نجاة العباد نویسنده : آخوند ملا أبو طالب الأراكي    جلد : 1  صفحه : 172


الثناء عليكم فماذا تصنعون ؟ قالوا : نستنجي بالماء " [1] . إلى غير ذلك من الاخبار .
ولا ينافيه قوله : " ولا يغسله " في صحيحة زرارة ، لأنه بيان لما جرت به السنّة أوّل الأمر ، فإنّهم كانوا في بدو الأمر يمسحون ولا يغسلون مكتفياً به ، كما لا ينافيه صحيحته الاُخرى : " كان علي بن الحسين ( عليه السلام ) يتمسح بالكرسف ولا يغسل " [2] لإمكان مانع عن استعماله ( عليه السلام ) الماء ، أو أمر آخر لا نعلمه ، لأ نّا ننزّههم ( عليهم السلام ) عن المداومة بترك ما هو خلق كريم ، وما أنزل الله فيه تكريماً لعامليه " إنّ الله يحبّ التوابين ويحبُّ المتطهّرين " مع أنّ المناسب له ( عليه السلام ) الجمع لأنّه أكمل ، فكيف يترك ما هو الأفضل ؟
وجه الأكملية مرسلة ابن عيسى : " جرت السنّة في الاستنجاء بثلاثة أحجار ويتبع بالماء " [3] وما ورد : " أنّ الآية نزلت في أنصاري أكل طعاماً فلانت بطنه [4] فاستنجى بالماء " [5] إذ من المعلوم أنّه لم يستحق هذا الثناء الجميل من الله تعالى إلاّ إذا كان آتياً بتكليفه وهو الاستجمار ، فإنّه حين إعماله الماء لم يكن عالماً بإجزائه أو شرعيته لو لم يدّع أنّه كان عليهم إذهاب العين بكلّ ما يصلح له كما هو الأقوى ، إذ أحكام شرعه ( عليه السلام ) ثابتة له ( عليه السلام ) من أوّل الأمر ، فهو ( عليه السلام ) كان مستعملا له دائماً وأصحابه أيضاً لم يكونوا ممنوعين من إعماله فيه ، بل يمكن دعوى أحسنية أعماله عند جميع الناس بالبداهة ، فهم كانوا يقنعون بغيره تسهيلا وترخيصاً كما يشاهد من جميع الناس ، فعليه يكون مدح الأنصاري المستعمل للماء من حيث إنّه استعمله على وجه التعيين ولم يكتف بالاستجمار في التعدّي ، فكأنّه رأى عند نفسه تعيّن الماء في تلك الحال ، فمدحه الله لإصابته لما هو حكم الله في الواقع ، فتأمّل .



[1] الوسائل 1 : 250 ، الباب 34 من أبواب أحكام الخلوة ، ح 1 .
[2] الوسائل 1 : 252 ، الباب 35 من أبواب أحكام الخلوة ، ح 3 .
[3] الوسائل 1 : 246 ، الباب 30 من أبواب أحكام الخلوة ، ح 4 .
[4] في الأصل قلبه وما أثبتناه موافق لما ورد في الرواية .
[5] الوسائل 1 : 250 ، الباب 34 من أبواب أحكام الخلوة ، ح 3 .

172

نام کتاب : شرح نجاة العباد نویسنده : آخوند ملا أبو طالب الأراكي    جلد : 1  صفحه : 172
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست