ومعناها : النظافة والنزاهة عن الأقذار ، كما عن الطراز طَهُر : أي نَظُف ونَقي من النجس والدنس ، وهو المناسب لما استُعيرت له من التمحيص من الذنوب وسوء الخُلق ، والحيض ، كما في الكتاب في آية تطهير أهل البيت : يُريد الله أن يطهِّركم ويُذهب عنكم الرجس [1] ، وفي قوله تعالى : " وأزواج مطهَّرة " [2] ، وكذا غيرهما من الآيات . ولكنّها في كلام الفقهاء أُطلقت على خصوص الغُسل والوضوء والتيمّم ، بل يظهر من تعبير جمع بأنَّها اسم لهذه الثلاثة صيرورتها حقيقة شرعيَّة في هذا المعنى ، وربما يومئ إلى مقبوليَّة النقل عندهم تعريفهم إيّاها بما يشمل الثلاث ، وإتعاب أنفسهم في إخراج ما عداها ، وما ذكروه في نقض التعريف وإبرامهم في تصحيحه ، ومسلَّمية النقل في ألسنة الفقهاء . قريبة من الصواب ، بل غير بعيد دعوى النقل إليها في العرف ، كما يشهد له الآيات الشريفة من قوله تعالى : " إنُ كُنْتُم جُنُباً فَاطَّهَّرُوا " [3] ، وقوله تعالى : " فإذا تَطَهَّرْنَ " [4] ، وإن أمكن جعل إرادتها منها من باب الانصراف وعدم ذكر القيد . وعن شاذ : كونُها علماً للأعمّ منها ومن التطهير عن الخبث . والأقوى خلافه ، ولا أرى للخوض فيه كثير فائدة بعد مسلَّمية الظهور ، إمَّا من باب النقل ، أو من باب الانصراف . قوله ( قدس سره ) : ( وفيه مقدمة ، وثلاثة مقاصد ، وخاتمة ) . ( أمَّا المقدّمة ففيها ) [5] يذكر ما حقّه أن يُذكر فيها ، ولذا جعل فيها بيان أقسام المياه ، وبيان أحكامها ، وكيفية التخلّي ، فإنَّها من مبادئ الطهارات الثلاث .
[1] ذكر مضمون الآية ، والآية هكذا : ( إنّما يريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً ) الأحزاب : 33 . [2] آل عمران : 15 . [3] المائدة : 6 . [4] البقرة : 222 . [5] عبارة المتن هكذا : أمّا المقدّمة ففيها فصلان ، الفصل الأوّل في المياه ، وفيه مباحث ، المبحث الأوّل : الماء المطلق . . .