نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين نویسنده : آقا ضياء العراقي جلد : 1 صفحه : 57
ومن حبّه الشديد للعلم والعلماء لم يرض بمفارقة العلاّمة وبقيّة العلماء عنه ، لذا أسّس المدرسة السيارة في معسكره لتجوب البلاد الإسلامية لنشر العلم ، وكانت تستقي هذه المدرسة من الحلَّة التي أرجعت مكانتها العلمية القديمة ، وتخرّج من هذه المدرسة رجال أفذاذ . وأمّا سبب تشيّع هذا السلطان وكيفيته ، فالتاريخ ينقل لنا روايتين : الأولى : ما ذكره المولى محمّد تقي المجلسي في روضته ، وهو : أنه - أي : السلطان - غضب على امرأته وقال لها : أنت طالق ثلاثا ، ثم ندم وجمع العلماء ، فقالوا : لا بدّ من المحلَّل ، فقال : عندكم في كلّ مسألة أقاويل مختلفة ، أفليس لكم هنا اختلاف ؟ فقالوا : لا وقال أحد وزرائه : إنّ عالما بالحلَّة وهو يقول ببطلان هذا الطلاق ، فبعث كتابه إلى العلاّمة وأحضره . ولمّا بعث إليه قال علماء العامة : إنّ له مذهبا باطلا ولا عقل للروافض ، ولا يليق بالملك أن يبعث إلى طلب رجل خفيف العقل ، قال الملك : حتى يحضر . فلمّا حضر العلاّمة بعث الملك إلى جميع علماء المذاهب الأربعة وجمعهم . فلمّا دخل العلاّمة أخذ نعليه بيده ودخل المجلس وقال : السّلام عليكم ، وجلس عند الملك . فقالوا للملك : ألم نقل لك إنّهم ضعفاء العقول . قال الملك : اسألوا منه في كل ما فعل . فقالوا له : لم ما سجدت للملك وتركت الآداب ؟ فقال : إنّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله كان ملكا وكان يسلَّم عليه ، وقال الله تعالى « فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ الله ِ مُبارَكَةً » [1] ولا خلاف بيننا وبينكم أنه لا يجوز السجود لغير الله .