نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي جلد : 1 صفحه : 402
إِنَّ اللَّه َ غَفُورٌ رَحِيمٌ - المائدة : 38 » . وقوله : « كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِه ِ الرَّحْمَةَ أَنَّه ُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِه ِ وَأَصْلَحَ فَإنَّه ُ غَفُورٌ رَحِيمٌ : الانعام : 54 » . اذن فالتذكر هي التوبة ، والتوبة هو التذكر ، تعبير ان عن معنى واحد ، وعن منشأ واحد هو الايمان الراسخ في القلب ، الباعث على هذا الانزجار النفسي أثر ارتكاب الذنب والندم السريع ثمَّ العزم الجازم على الانقلاع عن مخائل الشيطان ، والرجوع إلى رضوان اللَّه تعالى الفسيح . اذن فالتوبة هي حركة إنطلاقية إلى النور . حاصلة بعد وقفة تيقظية كانت مبدأ هذا الانطلاق . العبد عند ارتكاب الذنب كان قد أخذ في اتجاه معاكس لفطرته ، فيذكره إيمانه انها حركة تقهقر إلى الوراء ، من النور إلى الظلمات ، فسرعان ما يتذكر ويندم على هذا الذهول ، ومن ثمَّ يعود مستغفرا منيبا اليه تعالى ليخرجه من الظلمات إلى النور ، ويعود عليه بلطفه وعنايته . فكانت توبة العبد إلى اللَّه بنفس معنى توبة اللَّه على العبد ، عاد إلى الطاعة فعاد عليه باللطف . من تاب تاب اللَّه عليه . والخلاصة : ان التوبة وان كانت في مبدئها نقطة ندم حاصلة في النفس ، لكنها منشأ حركة تجسيدية تحققية من قصد إلى عمل . ومجموع هذه الحركة من المبدأ إلى المنتهى يشكل حقيقة التوبة . * * * وفي نهج البلاغة : الاستغفار اسم واقع على ستة معاني : أولها : الندم على ما مضى . والثاني : العزم على ترك العود إليه أبدا . والثالث ، ان تؤدى إلى
402
نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي جلد : 1 صفحه : 402