responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي    جلد : 1  صفحه : 400


ان بين اللَّه وبين عبده حبلا ممدودا ، طرف منه موثوق بساحة عنايته تعالى ، وطرفه الآخر مشدود برقبة العبد ، هو حبل الطاعة والعبودية من طرف العبد ، وحبل اللطف والعناية من طرفه تعالى .
فإذا ارتكب العبد ذنبا فقد قطع حبل عبوديته وطاعته ، ومن ثمَّ يستحق قطع عنايته تعالى عنه .
ثمَّ إذا عاد العبد ضارعا منيبا اليه تعالى ، عاد تعالى عليه باللطف والعناية .
« إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّه ِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولئِكَ يَتُوبُ اللَّه ُ عَلَيْهِمْ وَكانَ اللَّه ُ عَلِيماً حَكِيماً - النساء : 16 » .
« فَمَنْ تابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِه ِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّه َ يَتُوبُ عَلَيْه ِ - المائدة : 39 » .
ومن ثمَّ تتعدى « التوبة » من العبد إلى الله بحرف الغاية « إلى » [1] . ومن الله بالنسبة إلى العبد بحرف الاستعلاء « على » لتضمين التوبة المنسوبة إليه تعالى معنى اللطف والعناية ، اما المنسوبة إلى العبد فباقية على معناها الأصلي اللغوي : الرجوع .
قال الامام الصادق ( ع ) في مصباح الشريعة : « التوبة حبل الله ومدد عنايته . » [2] * * * التوبة - في حقيقتها - هو ذلك التذكر القلبي الحاصل بعد الإنذهال ، العبد يرتكب ذنبا بجهالة ثمَّ يعود من قريب فيندم على ما فرط منه في معصية ربه الكريم .
وهذا من علائم الايمان ، قال الصادق ( ع ) : « من سرته حسنته وسائته سيئته فهو



[1] كما في قوله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا - التحريم : 8 " .
[2] بحار الأنوار ج 6 ص 31 رقم 38 .

400

نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي    جلد : 1  صفحه : 400
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست