نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي جلد : 1 صفحه : 332
فطرته وحدودها ودوافعها ، ومختلف دروب حياته ومنحنياته الكثيرة ، ومن ثمَّ وضع برامجه على أساس من السماح واليسر والسعة . فكان التوازن العادل بين التكليف والطاقة ، وبين الدوافع والزواجر ، وبين الترغيب والترهيب ، وبين التهديد بالعقاب والتطميع في الثواب . الأمر الذي تتجسد فيه حكمته تعالى في الأمر بالطاعة والأطماع في العفو والمغفرة . انه يهدد الإنسان في اقتراف الكبائر الموبقات ، لأن في ارتكابها تهديدا بسلامة المجتمع وتلويثا لساحة هذا الإنسان المطلوب طهارتها ونزاهتها عن الأدناس والأرجاس . ثمَّ انه لا يتغافل جانب ضعف هذا الإنسان الذي قد يستسلم لدوافع نفسه أحيانا فيرتكب ما لا ينبغي بشأنه الرفيع . الأمر الذي لا محيص لهذا الإنسان عنه ما دام قيد مباهج المادة وزخارفها . فسمح له بالعفو والغفران ما دام صدور الخطاء منه وقع لمما [1] ، ويندم عليه فور ارتكابه ، مما يشف عن تعهده والتزامه تجاه أوامر الدين وزواجره . اذن فمعنى الآية الكريمة : « انكم أيها المؤمنون إذا ما ثبتتم على تعهدكم بالدين واجتنبتم محرمات وفواحش نهيتم عنها ، فان ما يفرط منكم من الخطايا بين آونة وأخرى ، هي مسموحة مغفورة لكم » . والى هذا المعنى أيضا يشير قوله تعالى « وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ، الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ، إِنَّ رَبَّكَ واسِعُ الْمَغْفِرَةِ - النجم : 32 » . مدح تعالى المحسنين ووصفهم بتعهد ديني قويم يمنعهم عن ارتكاب الجرائم
[1] سنشرح مفهوم هذه الكلمة عند تفسير الآية التالية .
332
نام کتاب : شرح تبصرة المتعلمين ( كتاب القضاء ) نویسنده : آقا ضياء العراقي جلد : 1 صفحه : 332