بسم الله الرحمن الرحيم نحمده في جميع أموره ونستعينه على رعاية حقوقه ، ونصلّي ونسلّم على من أرسله بأمره صادعاً وبذكره ناطقاً ، وعلى آله وأهل بيته الّذين بهم يستعطى الهدى ويستجلى العمى . وبعد ، فإنّ التفقّه في الدين لا يُستغنى عنه مهما طال به الزمن وتقلّبت الأحوال الاجتماعيّة ، لأنّه مسلك العبوديّة وأساس تنظيم شؤون الحياة الإنسانيّة في جميع أبعادها الفرديّة والاجتماعيّة ، بل ما دام يتعاقب الجديدان تشتدّ عليه حاجة الإنسان بما هو إنسان ; ولذا خاطبنا ربّنا الرحمان في كتابه القرآن وقال - عزّ من قائل - : ( فلو لا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون ) وحثّنا على ذلك النبيّ الكريم وأوصياؤه الهادون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . فامتثالاً لما ندب إليه لسان الوحي بدأ منذ عصر النبيّ دراسة الفقه وتدوينه ، وكان نصيب الإماميّة المتمسّكين بحبل آل الرسول - صلوات الله عليهم - في هذا المضمار هو قصب السبق في جميع جوانبه ، وفاقت مدرستهم على سائر المدارس إتقاناً وتدقيقاً وتعميقاً ، لعكوفهم على أهل بيت نبيّهم ( عليهم السلام ) والأجيال على ذلك متسلسلة والقرون متتابعة ، وسطع في سماء الفقاهة في كلّ قرن نجوم مضيئة ينفون بنور علمهم عن هذا الدين تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين . ومن هذه الأنجم : العالم العامل الحاوي لأشتات الفضائل سماحة آية الله العظمى الحاجّ الشيخ مرتضى الحائريّ نجل أستاذ الفقهاء والمجتهدين آية الله العظمى في الأرضين