وينبغي الإقامة بالمدينة وكثرة العبادة بها ، واختيارها على العبادة بمكَّة ، ويستحب الاعتكاف والدعاء عند الأساطين صائما ثلاثة أيّام آخرها الجمعة حتى لو لم يقم إلَّا ثلاثة أيّام فيكون مبدأ الأيام الأربعاء ، وتصلَّي بين القبر والمنبر يوم الأربعاء عند الأسطوانة التي عند القبر فتدعو الله عندها وتسأله كلّ حاجة تريدها في آخرة أو دنيا ، واليوم الثاني عند أسطوانة التوبة ، وهي الأسطوانة الثانية ، وهي أسطوانة أبي لبابة ، ويوم الجمعة عند مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم مقابل الأسطوانة الكبيرة المعروفة بالمخلقة فتدعو الله عندهنّ وإن استطعت أن لا تتكلَّم بشيء في هذه الأيّام غير الدعاء فافعل .
وحدّ الروضة ما بين القبر والمنبر ، هذا من جهة المشرق والمغرب ، وأمّا ما في الصحيح من أنّ حدّ الروضة من مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم إلى طرف الظلال فهو باعتبار القبلة ودبرها ، وهي جهة الجنوب إلى الشمال ، وحدّ المسجد إلى الأسطوانتين عن يمين القبر إلى الطريق مما يلي سوق الليل .
وينبغي أن يزور فاطمة سلام الله عليها في المواضع الثلاثة :
في بيتها ، وإن كان الآن صار في المسجد حيث زادت بنو أميّة فيه كما وردت به الصحاح المعتبرة ، وفي الروضة وهي ما بين المنبر والقبر مشيرا إلى الأرض ، وفي البقيع مع أولادها الكرام ، وهي في قبلة تلك القبور في البقعة الشريفة .
ويستحبّ أن يأتي المساجد المشرفة بالمدينة يصلَّي فيها كمسجد قبا مبدئا به ، ومسجد الأحزاب وهو في طرف سلع قريبا من الخندق ، وهو مسجد الفتح كما في الصحيح ، ومسجد الفضيخ وهو مسجد رد الشمس ، ومشربة أم إبراهيم ، وقد اختلف في إطلاق المسجدية عليها عند العامة والخاصة ومسجد القبلتين ، وقبور الشهداء بأحد وخصوصا قبر حمزة وقد ورد من الطرفين : إنّ من زارني ولم يزر قبر عمّي حمزة فقد جفاني ، وكذلك قبور أئمة البقيع عليهم السّلام وقبر إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ، وقبور نسائه صلى الله عليه وآله وسلَّم ، وقبر عبد الله بن جعفر .
وينبغي زيارة قبور البقيع كلّ اثنين وخميس وكلّ سبت كما كانت تصنعه فاطمة « عليها السّلام » .
وينبغي إبلاغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم عن إخوانه المؤمنين السّلام كما ورد في خبر الحضرمي عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام على ما في الكافي والتهذيب حيث قال : إذا أتيت قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم فقضيت ما يجب عليك فصلّ ركعتين ثم قف على رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم ثم قل :
السّلام عليك يا نبي الله صلى الله عليه وآله وسلَّم من أبي وأمي وولدي وخاصّتي وجميع أهل بلدي حرّهم وعبدهم وأبيضهم وأسودهم .

402