نام کتاب : سداد العباد ورشاد العباد نویسنده : الشيخ حسين آل عصفور جلد : 1 صفحه : 385
سماعة بن مهران عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : سألته عن رجل لي عليه مال فغاب عنّي زمانا ثمّ رأيته يطوف حول الكعبة ، أفلي أن أقتضيه ؟ فقال لي : لا ، ولا تسلَّم عليه ، ولا تروّعه حتّى يخرج من الحرم . ويكره الاحتباء في المسجد قبالة الكعبة تعظيما لها ، ففي خبر حمّاد بن عثمان عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : يكره الاحتباء للمحرم ، ويكره في المسجد الحرام . وفي صحيحه المروي في العلل قال : كان أبو عبد الله عليه السّلام يكره الاحتباء للمحرم ، وقال : ويكره الاحتباء في المسجد الحرام إعظاما للكعبة . وكذلك يكره أدب المملوك في الحرم وإن جني إلَّا أن تكون جنايته فيه أيضا بل يخرج منه ويؤدّب ، ففي صحيح البزنطي المروي في قرب الإسناد عن الرضا عليه السّلام قال : سأله صفوان وأنا حاضر عن الرجل يؤدّب مملوكه في الحرم ؟ فقال : كان أبو جعفر عليه السّلام يضرب فسطاطه في حدّ الحرم بعض أطنابه في الحرم ، وبعضها في الحل ، فإذا أراد أن يؤدّب بعض خدمه أخرجه من الحرم فأدّبه في الحلّ ، وسيأتي في كتاب اللقطة حكم لقطة الحرم ، وإنّها لا تملك وإن قلت فيعرفها سنّة ثمّ يتصدّق بها أو يجعلها أمانة في يده ، إلَّا إذا كانت دينارا مطلَّسا فإنّه جائز التصرّف باستثناء النص له كما سننبّه عليه . ولا ينبغي لأحد أن يرفع بناء فوق الكعبة كما في صحيح محمد بن مسلم وغيره ، وظاهرها الكراهة كما عليه المشهور ، وربّما قيل بالتحريم لمناسبة التعظيم . وفي صحيحة الآخر ليس ينبغي لأهل مكَّة أن يجعلوا على أبوابهم مصارع وأن يمنعوا الحاج من نزوله دورهم وأن يأخذوا عليهم أجرة فقيل بالتحريم . وفي صحيحة ابن أبي العلاء قال : قال أبو عبد الله عليه السّلام : إنّ معاوية أوّل من علَّق على بابه مصراعين بمكَّة ، فمنع حاجّ بيت الله ، ما قال الله عزّ وجلّ * ( سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ ) * ، وكان الناس إذا قدموا مكَّة نزل البادي على الحاضر حتّى يقضي حجّه . ويستحب دخول الكعبة ، ويتأكَّد في الصرورة ، ولا يدخلها أكثر من مرّة ، وأن يدخلها على غسل وسكينة ووقار بغير خفّ ، ولا يبزق ولا يتمخّط ، ويدعو الله بالمأثور ، ويصلَّي بين الأسطوانتين على الرخامة الحمراء ركعتين ، وينبغي أيضا أن يصلَّي في كلّ زاوية ركعتين ، وينبغي السجود والركوع فيها بالمأثور ، والبكاء والتباكي فيها وحولها من خشية الله تعالى ، وأن يكبّر ثلاثا عند الخروج منها والدعاء بالمأثور ، وصلاة ركعتين عن يمين الدرجة كلّ ذلك للنصوص . ويكره الجوار بمكَّة إلَّا أن يخرج كلّ سنة منها قبل دخول السنّة فتنتفي الكراهة لدلالة جملة من الأخبار عليه . ويكثر النظر للكعبة فإن لله تعالى حول الكعبة مائة وعشرين رحمة منها ستّون
385
نام کتاب : سداد العباد ورشاد العباد نویسنده : الشيخ حسين آل عصفور جلد : 1 صفحه : 385