الحادي عشر : قد ذكر جماعة من الأصحاب استحباب الاضطباع للرجل في مواضع الرّمل من الأشواط ، وهو إدخال وسط الرداء تحت المنكب الأيمن ، وجعله مكشوفا ، وتغطية الأيسر بطر فيه ، وقد ذكره الشيخ في المبسوط ، ونقل عن أكثر أهل العلم استحبابه ، وليس في أخبارنا ما يدلّ عليه .
نعم روته العامّة عن ابن عبّاس « رض » ، نعم ورد استحباب ذلك في الإحرام حالة الإحرام مستمرا ليبرز إلى الشمس به وإن لم يذكره الأكثر .
الثاني عشر : قراءة التوحيد في الركعة الأولى من صلاة الطواف ، والجحد في الثانية ، وروي العكس ، والدعاء عقيب الصلاة بالمأثور وبما سنح .
ويدلّ على الأوّل صحيحة معاوية بن عمّار ، وعلى الثاني حسن معاذ بن مسلم ، وعلى الثالث خبر الفقه الرضوي ، وفيه : إذا فرغت من الركعتين فقل : ( الحمد لله بمحامده كلَّها على نعمائه كلَّها ، حتّى ينتهى الحمد إلى ما يحبّ ربّي ويرضى ، اللَّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد ، وتقبّل منّي ، وطهّر قلبي ، وزكّ عملي ) ، واجتهد في الدعاء ، واسأل الله أن يتقبّل منك .
الثالث عشر : استحباب إكمال أسبوعين لمن زاد شوطا ناسيا ، ويقدّم صلاة الفريضة على السعي ، ويؤخّر صلاة النافلة بناء على أنّ الأوّل الفرض ، والثاني النفل .
وجاء في بعض الصحاح جعل الفريضة الثاني ، والنفل الأوّل ، وجمع بينهما بالتخيير ، وهي رواية زرارة ، والمعتمد الأوّل .
الرابع عشر : يستحبّ التطوّع بالطواف وتكراره واختياره على العتق المندوب ، ففي صحيح أبان بن تغلب عن الصادق عليه السّلام انّه قال : يا أبان هل تدري ما ثواب من طاف بهذا البيت أسبوعا ؟ فقلت : لا والله ما أدري ، قال : يكتب له ستّة آلاف حسنة ، وتمحى عنه ستّة آلاف سيّئة ، وترفع له ستّة آلاف درجة ، وفي بعضها : سبعون ألف حسنة وتمحى عنه سبعون ألف سيّئة ، وترفع له سبعون ألف درجة .
ويلحق بذلك مستحبّات ووظائف متأكَّدة لكلّ طائف .
منها : استحباب الطواف عند الزوال حاسرا عن رأسه ، حافيا مقاربا بين خطاه ، غاضّا بصره ، كما في خبر حمّاد بن عيسى عن العبد الصالح عليه السّلام ، وفيه : أنّه إذا فعل ذلك كتب الله له بكلّ خطوة سبعين ألف حسنة ، ومحي عنه سبعين ألف سيّئة ، ورفع له سبعين ألف درجة ، وهو كمن أعتق سبعين ألف رقبة ، ثمن كلّ رقبة عشرة آلاف درهم ، وشفّع في سبعين من أهل بيته ، وقضيت له سبعون ألف حاجة ، إن شاء فعاجلة ، وإن شاء فآجلة .
ومنها : استحباب طواف عشرة أسابيع كلّ يوم وليلة ثلاثة في أوّل الليل ، وثلاثة

316