الطريقة المألوفة : إن من يراجع طريقة علماء الشيعة يجد أنهم قد دأبوا على اتباع طريقة الإلزام في احتجاجاتهم على الآخرين ، أي أنهم يحتجون على الآخرين بما هو مقبول لديهم ، ومروي في كتبهم وصحاحهم ، ووفق أصول الجرح والتعديل عندهم وما يلتزمون به في مناهج البحث بحسب مذاهبهم . وأعتقد أن الإفراط في هذا الاتجاه قد يوحي بما هو غير مقصود ، ولا موجود حيث يفهم منه إرادة تسجيل النقاط من منطلق التحزب المذهبي مع أن الحقيقة هي أن الهدف ما هو إلا مجرد الإقناع من أقرب السبل وأيسرها ، بعد أن اتضح لديهم : أن الآخرين يرفضون الانصياع لمقتضيات الأدلة والبراهين التي تعنى بتصويب المعايير والمنطلقات الفكرية في المجال العقيدي ، والخصائص الإيمانية ، والتي لو أمكن تقبّل النقد الموضوعي فيها بروح رياضية ، وعقل منفتح ، وإنصاف ، ووعي ، ومسؤولية . .