السنة لا تنسخ القرآن : إن ثمة من يقول : كالشافعي وأكثر أصحابه ، وأكثر أهل الظاهر وهو إحدى الروايتين عن أحمد بن حنبل : إن السنة لا تنسخ القرآن [1] حتى لو كانت متواترة [2] . وقال ابن حازم الهمداني : « . . ذهب جماعة من المتقدمين ونفر من المتأخرين إلى منع ذلك وقالوا : كما أن خبر الواحد لا ينسخ المتواتر ، مع اشتراكهما في اللوازم والتوابع ، كذلك السنة لا تنسخ القرآن لتباينهما في الحقائق واللواحق » [3] . وقال أبو بكر الهمداني : « قال الشافعي : لا ينسخ كتاب الله إلاّ كتابه وهكذا سنة رسول الله « صلى الله عليه وآله » لا ينسخها إلَّا سنة رسول الله « صلى الله عليه وآله » . . » .
[1] المستصفى للغزالي ج 1 ص 124 ، وفواتح الرحموت بهامشه ج 2 ص 78 ، والأحكام للآمدي ج 3 ص 139 ، ونهاية السؤل للأسنوي ج 2 ص 579 و 580 متناً وهامشاً ، وراجع : ج 4 ص 457 ، وإرشاد الفحول ص 191 ، وقال : وبه جزم الصيرفي والخفاف ، وأصول السرخسي ج 2 ص 67 و 68 و 69 ، ولباب التأويل للخازن ج 1 ص 343 . [2] الأحكام ج 3 ص 139 . [3] الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار ص 28 وراجع : الإحكام في أصول الأحكام ج 4 ص 107 وتنقيح الفصول ص 311 وأحكام الفصول لابن خلف الناجي ص 358 وتيسير التحرير ج 3 ص 201 وإرشاد الفحول ص 190 وفواتح الرحموت ج 2 ص 76 ونهاية السؤل ج 2 ص 586 .