نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 497
وإصلاح ذات البين ، فيكون الأيمان بمعنى المحلوف عليه ، و " أن تبروا " بيانا له ويكون إشارة إلى ما هو المشهور أن المحلوف إذا كان مرجوحا لا ينعقد ، وكذا إذا كان راجحا ثم صار مرجوحا كما تدل عليه الأخبار من العامة والخاصة ، مثل قوله صلى الله عليه وآله لعبد الرحمن بن سمرة : إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير [1] فتأمل . الثانية : لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور رحيم ( 1 ) . قيل : أصل اللغو الكلام الذي لا فائدة فيه ، يقال ألغى الكلمة إذا طرحها لأنه لا فائدة فيها ، واللاغية الكلمة القبيحة الفاحشة ، ومنه اشتقاق اللغو لأنه كلام لا فائدة فيه عند غير أهلها ، وأصل الحلم الأناة وهو في صفته تعالى الامهال بتأخير العقاب على الذنب ، قال في الكشاف والقاضي : اللغو من اليمين الساقط الذي لا يعتد به في الأيمان وهو الذي لا عقد معه بقرينة " عقدتم الأيمان " وهو الذي يجري على اللسان عادة مثل قول العرب لا والله وبلى والله ، من غير عقد على يمين ، بل لمجرد التأكيد لقولها ، أو جاهلا بمعناها أو سبق لسانه إليها ، أو في حال الغضب المسقط للقصد . فمعناه : أن الله لا يؤاخذكم بما لا قصد معه لكم من الأيمان بعقوبة ، لا في الدنيا بكفارة ولا في الآخرة بعذابها ، بل يؤاخذكم باليمين الملفوظة إذا عزمتم وقصدتم بقلوبكم ، وخالفتم ، أو إذا كذبتم عمدا بأن يحلف على الماضي كاذبا فإنه يسمى الغموس وهو حرام ، ولا كفارة فيه عند الأصحاب ، بل إنما هي على فعل متوقع راجح أو ترك كذلك أو مباح ، وتحقيق ما يوجب الكفارة سيجئ في تفسير آية الكفارة إن شاء الله ، وكل ذلك إذا قصدتم الأيمان وعقدتم عليها القلوب أي إذا واطأت قلوبكم ألسنتكم ، أو أنه يؤاخذكم بما تعمدتم وقصدتم من الأيمان على