responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 405


" ومن " تبعيضية إشارة إلى عدم السرف ، فيدخل فيه الأنفاق الواجب على النفس والزوجة والأبوين والأولاد ، والزكوات ، والنذورات ، والأخماس ، و المندوبات من صلة الأقارب والأخوان ، ومطلق صرف المال لله " سرا وعلانية " أي لا يلاحظ أن هذا عند الناس ، وينبغي أن يكون في الخلوة والسر بل يفعله لله سرا وعلانية ، واجبة كانت أو مندوبة ، ولا يؤخر لأن في التأخير آفة إذ قد عرفت أن المدار على النية والاخلاص ، وهو أمر قلبي لا يخص بجهر واخفاء ، وقد تقع الرياء في الاخفاء أكثر من الجهر .
ويحتمل أن يكون المراد التعميم لإدراك الفضيلة كما في قوله تعالى " والذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية " مع قول أمير المؤمنين عليه السلام حين سأله صلى الله عليه وآله عن وجه التقسيم في الليل والنهار والسر والعلانية ، ويحتمل التقسيم للواجب والندب ، كما في الكشاف أو يكون للواجب فقط ، والتقسيم بالنسبة إلى من يعرف بأن له مالا ، وإلى من لم يعرف به ، كما قال القاضي وليسا بجيدين .
" ويدرؤن بالحسنة السيئة " أي يدفعون بفعل الطاعة المعصية ، عن ابن عباس يدفعون بالحسن من الكلام ما يرد عليهم من سيئ غيرهم ، وعن الحسن إذا حرموا أعطوا وإذا ظلموا عفوا ، وإذا قطعوا وصلوا ، وإلى مثل هذا أشار في الأخبار عنهم عليهم السلام : صل من قطعك ونحو ذلك ، وقيل إذا أذنبوا تابوا ، وقيل : إذا رأوا منكرا أمروا بتغييره ويحتمل أن يكون إشارة إلى التكفير أو اللطف مثل قوله تعالى " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " [1] وأن يكون عامة لدفع جميع القبائح على الوجه الحسن ، ومقابلته ودفعه بالحسن الجميل " أولئك لهم عقبى الدار " عاقبة دار الدنيا ، وما ينبغي أن تكون عاقبة لأهلها ، فإن الآخرة هي عقبى الدار ومنتهاها وهي الجنة التي وعد المتقون ، والجملة خبر الموصولات ، إن رفعت بالابتداء وإن جعلت صفات لأولي الألباب فاستيناف لما استوجبوا بتلك الصفات .



[1] العنكبوت : 45 .

405

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 405
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست