responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 392


إلا التعصب ، والنزول عن الحق ، وما نجد له باعثا الله يعلم .
فإن أردت تفصيل ما ذكره وما ذكرناه فارجع إلى تفسيره ، وإلى ما ذكرناه في الرسالة ، الله الموفق للحق والصواب وإليه المصير والمآب .
" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين " [1] في الكشاف : تلك تعظيم لها - أي دار الآخرة والجنة - وتفخيم لشأنها يعني تلك التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها ، ولم يعلق الموعد بترك العلو والفساد ، ولكن بترك إرادتهما وميل القلوب إليهما ، كما قال " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا " فعلق الوعيد بالركون ، وعن علي رضي الله عنه أن الرجل ليعجبه أن يكون شراك فعله أجود من شراك نعل صاحبه ، فيدخل تحتها ، وعن الفضيل أنه قرأها ثم قال ذهبت الأماني ههنا ، وعن عمر بن عبد العزيز أنه كان يرددها حتى قبض .
في مجمع البيان " علوا " أي تجبرا على عباد الله ، واستكبارا عن عبادته " ولا فسادا " أي عملا بالمعاصي ، قيل هو الدعاء إلى عبادة غير الله ، وقال عكرمة هو أخذ المال بغير حق ، ويفهم منه عرفا غير ذلك فافهم ، والأول بعيد ولا بعد في عمومه كما يفهم من كلامه صلوات الله عليه وعلى آله ، لأنه لو لم يكن في نفسه خساسة وحسد وتسلط على المسلم ما كان يريد أن يكون شراك نعله أحسن من شراك نعل صاحبه ، فهو خسة في حقه [ تعالى ] وماله وحسد وبغض وغير ذلك لا أنه يريد لنفسه شيئا حسنا فقط لأنه لو كان كذلك كان لا يريد الأخس لغيره ، والأحسن لنفسه وهو ظاهر فافهم .
" ووصينا الانسان بوالديه حسنا " [2] أي أمرنا الانسان أن يفعل بوالديه فعلا ذا حسن فيحسن إليهما ولو كانا كافرين أيضا ، لعمومه ومثله قوله " وصاحبهما في الدنيا معروفا وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما " ونبه به على عدم إطاعتهما في المعاصي لو أرادا ، لأن كل حق وإن عظم ساقط إذا جاء



[1] القصص : 84 .
[2] العنكبوت : 8 .

392

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 392
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست