responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 384

إسم الكتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن ( عدد الصفحات : 700)


ربك ترجوا أن يفتح لك ، فسمي الرزق الرحمة ، فردهم ردا جميلا ، وعدم عدة حسنة ، وقل لهم قولا سهلا لينا ، وفيها مبالغة في ملاحظة رد السؤال حيث ينبغي أن لا يكون إلا لعدم الوجدان مع طلبه ، ثم مع ذلك لا بد من القول الجميل .
قيل : لما نزلت هذه كان صلى الله عليه وآله إذا سئل ولم يكن عنده ما يعطي قال : يرزقنا الله وإياكم من فضله " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ، أي ولا تكن ممن لا يعطي شيئا أصلا ولا يهب ، فتكون بمنزلة من تكون يده مغلولة إلى عنقه لا يقدر على الاعطاء والبذل ، وهذا مبالغة في النهي عن الشح في الامساك " ولا تبسطها كل البسط " أي ولا تعط أيضا جميع ما عندك ، فتكون بمنزلة من بسط يده حتى لا يستقر فيها شئ ، وهذا كناية عن الاسراف " فتقعد ملوما " تلوم نفسك ويلومك غيرك أيضا " محسورا " منقطعا بك ليس عندك شئ ، وقيل : عاجزا نادما ، وقيل محسورا من الثياب أي عريانا وقيل معناه إن أمسكت قعدت ملوما مذموما ، وإن أسرفت بقيت متحيرا مغموما ، وقال الكلبي لا تعط ما عندك جميعا فيجئ الآخرون ويسألونك فلا تجد ما تعطيهم فيلومونك .
وروي أن امرأة بعثت ابنها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقالت : قل له إن أمي تستكسيك درعا ، فإن قال : حتى يأتينا شئ فقل له : إنها تستكسيك قميصك فأتاه فقال ما قالت له فنزع قميصه فدفعه إليه فنزلت ويقال إنه عليه السلام بقي في البيت إذ لم يجد شيئا يلبسه ، ولم يمكنه الخروج إلى الصلاة فلامه الكفار ، فقالوا إن محمدا اشتغل بالنوم واللهو عن الصلاة .
وما أجد حسن هذه النقول الله أعلم بل أجد أن الاحسان والبذل حسن وكذا الايثار على نفسه بل عياله أيضا مع رضاهم كما دلت عليه سورة هل أتى ، وقوله :
" ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " [1] وكفى بذلك دليلا وفي العقل ما يؤيده نعم إن علم الحاجة بحيث يفوت معه الواجب أو الأولى لا ينبغي الاعطاء والظاهر أن مثله لا يقع عن أدنى عاقل فكيف عنه صلى الله عليه وآله فالآية كما قيل دليل المنع



[1] الحشر : 10 .

384

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 384
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست