نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 374
فيها من الأجر الجزيل والثواب [ لجميل ] العظيم . " كذلك " كما بين لكم هذه الأحكام والآداب " يبين الله لكم الآيات " الدالة على جميع ما يتعبدكم به " لعلكم تعقلون " أي تعقلون معالم دينكم . في الكشاف " تحية من عند الله " أي ثابتة بأمره مشروعة من لديه أو لأن التسليم والتحية طلب سلامة وحياة للمسلم عليه ، والمحيى من عند الله ، ووصفها بالبركة والطيب لأنهما دعوة مؤمن لمؤمن ، يرجى بها من الله زيادة الخير وطيب الرزق إلى قوله : وقالوا إن لم يكن في البيت أحد فليقل السلام علينا من ربنا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام على أهل البيت ورحمة الله ، وعن ابن عباس : إذا دخلت المسجد فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين تحية من عند الله وانتصب تحية بسلموا لأنها في معنى تسليما كقولك قعدت جلوسا ، والظاهر أن مراده إذا لم يكن في المسجد أحد هكذا يسلم ، وإلا فكالمتعارف ، ويحتمل العموم كما هو الظاهر ، ففيها وجوب السلام حين دخول بيت ما حملت على الاستحباب للإجماع على عدمه . ولنردف الكتاب بآيات لها مناسبة به " ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة " [1] خطاب له صلى الله عليه وآله أي يا محمد " إن ربك " الذي خلقك " للذين عملوا " المعصية والسيئات " بجهالة " في موضع الحال أي عملوها جاهلين غير عارفين بالله وبعقابه أو غير متدبرين للعاقبة لغلبة الشهوة عليهم ، وفي مجمع البيان : بداعي الجهل ، فإنه يدعو إلى القبيح كما أن داعي العلم يدعو إلى الحسن ، وقيل : بجهالة هو أن يعجل بالاقدام عليها ، ويعد نفسه للتوبة منها أو جعل العالم منزله الجاهل حيث لم يعمل بعلمه فإن العالم بالسيئات والقبايح مع فعلها هو والجاهل سواء بل أسوء " ثم تابوا " من تلك المعصية " من بعد ذلك وأصلحوا " نياتهم وأفعالهم " إن ربك من بعدها " أي بعد التوبة ، هذه تأكيد لما قبلها ، وفي ذكر " من بعدها " مع الضمير الراجع إلى التوبة إشارة إلى أن الاصلاح عبارة عن إتمام التوبة بالإخلاص وعدم