responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 351


بل جن ، ولم يثبت كون كل ملك معصوما الله يعلم .
" فقولا له قولا لينا " [1] خطاب لموسى وهارون بأن يكلما فرعون ويكلفاه بالايمان بالله ، ولكن بقول لين ملائم أي أرفقا به في الدعاء والقول ، ولا تغلظا له في ذلك ، وقيل معناه كنياه وكنيته أبو الوليد وقيل أبو العباس وقيل أبو المرة ، قال في مجمع البيان وفي هذا القول دلالة على وجوب الرفق في الدعاء إلى الله ، وفي الأمر بالمعروف ، ليكون أسرع إلى القبول ، وأبعد من النفور ، فلا بعد في دخول التعليم والمباحث العلمية وغيرهما من تعليم الخير فيه ، وهو ظاهر وفقنا الله وإياكم لذلك ، قال في الكشاف والقول اللين نحو قوله تعالى " هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى " لأن ظاهره الاستفهام والمشورة وعرض ما فيه الفوز العظيم ، وقيل معناه : عداه شبابا لا هرم من بعده ، وملكا لا ينزع منه إلا بالموت ، و أن يبقى له لذة المطعم والمشرب والمنكح إلى حين موته ، وزاد في مجمع البيان :
وإذا مات دخل الجنة فأعجبه ذلك ، وكان لا يقطع أمرا دون هامان وكان غائبا فلما قدم هامان أخبره بالذي دعاه إليه وأنه يريد أن يقبل منه ، فقال هامان قد كنت أرى أن لك عقلا وأن لك رأيا ! بينا أنت رب وتريد أن تكون مربوبا ؟ وبينا أنت تعبد وتريد أن تعبد ؟ فقلبه عن رأيه ، وفي الواقع صدق هامان لو كان له عقل ما شاوره في هذا الأمر فإن هامان أيضا ليس له عقل .
وقال أيضا في الكشاف وقيل لا تجبهاه بما يكره وألطفا له في القول ، لما له من حق تربية موسى ، ولما ثبت له من مثل حق الأبوة . والأول أحسن فإن لطفه وكرمه وتأديبه عباده يقتضي الأمر بالتلطف ، ولين الكلام ، ولأنه أقرب إلى التأثير لا حق له يقضى فتأمل ، ثم قال في " لعله " الترجي لهما ، أي اذهبا على رجائكما وطمعكما ، وباشرا الأمر مباشرة من يرجو ويطمع أن يثمر عمله ، ولا يخيب سعيه ، فهو يجتهد بطوقه ، ويحتشد بأقصى وسعه .
يعلم من هذا الأسلوب من التأديب في دعوته إلى الايمان نهاية شفقته تعالى بعباده وكمال اهتمامه بايمانهم باختيارهم ، وخلاصهم من عقابه ، وتعبدهم له



[1] طه : 44 ،

351

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 351
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست