نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 322
الذنب على الترك وهو أيضا ظاهر فيمكن القول بأنه عقلي والآيات دالة على ذلك كثيرة ، مثل قوله تعالى في هذه السورة " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر [1] " الآية أي وجدتم خير جماعة مخلوقة أو أخرجتم من العدم إلى الوجود لتأمروا بالمعروف ، وتنهوا عن المنكر ، فمشعرة بأن الخيرية باعتبار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والايمان بالله . فتأمل . ومنها " إن الله يأمر بالعدل [2] " وهو الانصاف والتوسط في جميع الاعتقادات والأفعال والأقوال ، وعدم التفريط والافراط والميل إلى أحد الجانبين فلا يكون اعتقاده في حق الله ناقصا ولا فوق ما لا يجوز ، بأن يعتقد الشركة والافراط والاتصاف بالصفات الناقصة واتصاف النبي بالألوهية ، وكذا في الإمامة ، وكذا في العبادات لا يجعلها ناقصة عن الوظيفة ولا يخترع فيها فوق ما عينه الشارع ، وبالجملة لا يخرج عن الشرع الشريف " والاحسان " إلى الغير وهو التفضل ولفظ إحسان جامع لكل خير ، والأغلب استعماله في التبرع ويحتمل في العبادات كما قيل إنه إحسان في الطاعات وهو إما بحسب الكمية فبفعل النوافل ، والكيفية كما قال صلى الله عليه وآله الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك [3] . " وإيتاء ذي القربى " أي أن الله يأمر بإيتاء الأقارب ما يحتاجون إليه وصلة الرحم وهو تخصيص بعد تعميم ، للاهتمام ، بل الاحسان أيضا كذلك قال في مجمع البيان : وهذا عام وقيل إن المراد بذي القربى قرابة الرسول صلى الله عليه وآله المشار إليهم في قوله " إلا المودة في القربى " و " لذي القربى " [4] في قسمة الخمس والمروي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال نحن هم كأنه إشارة إلى ذلك " وينهى عن الفحشاء " الافراط في متابعة القوة الشهوانية كالزنا فإنه قبيح بل أقبح أحوال الانسان وأشنعها " والمنكر " ما ينكر على فاعله من جميع المعاصي تعميم بعض تخصيص " والبغي " الاستعلاء والاستيلاء على الناس ، والتجبر والتكبر المحرم بل بمنزلة الكفر ، قيل الفحش ما يفعله الانسان