نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 312
إسم الكتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن ( عدد الصفحات : 700)
" كذلك كنتم من قبل " أي كفارا فهداكم الله ، وقلتم لا إله إلا الله محمد رسول الله فخليتم " فمن الله عليكم " باظهار دينه فأظهرتموه بعد الكتمان من أهل الشرك " فتاب عليكم " قبل توبتكم " فتبينوا " أعادها للتأكيد بعد ذكره أولا كالنتيجة بعد ذكرها " إن الله كان " لم يزل " بما تعملون خبيرا " عليما قبل أن تعلموا ، ولا يخفى عليه أن قصدكم ليس إلا ابتغاء عرض الحياة الدنيا . والمشهور أنها نزلت في أسامة بن زيد وأصحابه بعثهم رسول الله صلى الله عليه وآله سرية فلقوا رجلا قد ألجأ بغنم له إلى جبل ، وكان قد أسلم ، فقال لهم السلام عليكم لا إله إلا الله محمد رسول الله فبرز إليه أسامة فقتله واستاقوا غنمه ، وفيها دلالة على قبول الايمان ممن قال بلفظه من غير تعرض له أنه مكره أو قاصد لذلك ، وهل هو الحقيقة أم لا ؟ وعدم التجسس بل سائر الأمور بالطريق الأولى ، ويدل عليه تحريم التجسس بالكتاب والسنة والاجماع ، وعلى عدم الجرءة في الأمور مما يحصل عنده والسرعة في الحكم والعلم والعمل ، بل لا بد من التثبت والتوقف حتى يظهر حقيقة الأمر ، وعدم العمل بالظن في الحال ، كما في خبر الفاسق الذي دل عليه الكتاب والسنة والاجماع . وأيضا تدل على عدم اعتبار الدليل في الايمان وعلى عدم اعتبار العمل فيه ، وعلى أنه يكفي لصدقه مجرد الشهادتين ، بل القول له بأنه ليس بمؤمن منهي فافهم ولعلها تدل على عدم المؤاخذة في الدنيا بمثل هذا القتل ، ولكن القواعد الفقهية تقتضي الدية والكفارة ، على ما تقدم في الآية المتقدمة أن الخطأ يقتضي ذلك ولا شك أن ذلك خطأ فكأنه عفي عنه في أول الاسلام ، لعدم جرءة الكفار ، و عدم امتناع المسلمين عن القتل والقتال ، أو أن الدية سقطت لعدم وارث مسلم ، أو كان عاجزا عن الكفارة ، أو أداها ، أو ما كانت واجبة بعد . قال القاضي : وقيل نزلت في المقداد مر برجل في غنمه وأراد قتله فقال لا إله إلا الله فقتله فقال ود لو فر بأهله وماله ، وفيها دلالة على صحة ايمان المكره وأن المجتهد قد يخطئ وأن خطاءه مغتفر انتهى وليس بواضح فإنه لم يظهر كونه
312
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 312