responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 307


وقيل المراد قتال أهل مكة الذين حاربوا المسلمين من قبل وذلك موافق لما قيل من سبب نزول الآية ، حيث قيل : إنها نزلت في صلح الحديبية ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما خرج هو وأصحابه في العام الذي أرادوا فيه العمرة ، و كانوا ألفا وأربعمائة فساروا حتى نزلوا الحديبية ، فصدهم المشركون عن البيت الحرام فنحروا الهدي بالحديبية ، ثم صالحهم المشركون على أن يرجع في العام المقبل ويخلو له مكة ثلاثة أيام فيطوف بالبيت ويفعل ما يشاء ، فرجع إلى المدينة فلما كان العام المقبل تجهز النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه لعمرة القضاء ، وخافوا أن لا يفي لهم المشركون وأن يصدوهم عن البيت الحرام ويقاتلوهم ، وكره رسول الله صلى الله عليه وآله قتالهم في الشهر الحرام وفي الحرم ، فأنزل الله الآية أي قاتلوا الذين يقاتلونكم دون الذين لم يقاتلوكم ، وقيل معناه الكفرة كلهم وإن لم يقاتلوا المسلمين ، فإنهم بصدد قتال المسلمين وعلى قصده ، ولا تعتدوا بابتداء القتال ، أو بقتال المعاهد أو المفاجأة ، من غير دعوة إلى الاسلام ، أو القتل الذي لا يجوز مثل المثلة أو قتل النساء والصبيان وغيرها ، وبالجملة لا تفعلوا ما لا يجوز " إن الله لا يحب المعتدين " ولا يريد لهم الخير بل يريد إيصال الشر إليهم فتدل الآية على وجوب القتال مع في الجملة ، وعدم جواز التعدي والظلم ، ولا يبعد تعميمها بحيث يشمل وجوب القتال مع المحارب الذي يقاتل الانسان على ماله ونفسه ، و تحريم التعدي في أخذ المال والنفس ، وعدم جواز مقاتلة من لا يريد ذلك وترك وهرب ، وسائر ما ذكر في الكتب الفقهية .
الخامسة : واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين [1] .



[1] البقرة : 188 .

307

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست